أروى... نسرين الروسان
أروى ___
فتاة كالزهرة تتَقد بداخلها أجمل الفراشات الملونة المتوغلة بألمها، تتغنى وتتلذذ بشهد طيبةجسدها المتعب، تأخذ بيدها كلما أوشكت على السقوط ببراثن الخيبة، كانت تحاول الإنتشار بكل نطفة والتحكم بجميع أطرافها لكي تمنحنها العزيمة والقدرة على التصدي لأي شر يجهض سعادتها
كأن بيدها الداء والدواء وبلمسة سحرية منها كنانحلق سويا نخلق الحب والفرح نزهو بكل مكان نحط به، كنثر طلع بفوهة بركان فكلما كنت أنظر إلى وجهي بتلك المرآة اللعينة التي تكره أن تنعكس صورتي بزجاج نيرانها المتأججة الحاقدة لنفسها يرتد لي خيالي وتتورد وجنتاي وترسم ابتسامتي من جديد بكل فخر، غير آبهة بما يدور حولها أحبت الحياة بصدق، ولم تكن تعلم مدى وقع هذا الإِحْباط الذي كان يتوالى ويدنو بأعماقها، عجز أزِفَ كسر ملامح وجهها وشل عقلها وشرد قلبها،فقدأصيبت بلدغة من خلف ظهرها احست عندها بشعور غريب ازدحمت بها المشاعر بلحظة
وقفزت منها الكثير من الأحاسيس وارتفع صوت السقوط شحبت وجنتاها وغاب لونها وأُكل جسدها، وغدت صريعة لفراش نصبت خيمة سوادها، وعم سكون أيامها استسلمت وانتظرت حتفها وفي صبيحة يوم لم تغرب شمسه، بعد نوم لدهر استيقظت فزعة تقبض أنفاسها، تتلوى بعد تفشي فشلها من خرم ابرة اليأس، سقط العتاب وتوقف الزمن وسادت الظلمة وحاط بها رماد روحها المنهكة، تعر صوتها وتجردت حبالها بهمس يكاد يسمع، بدأت اخسر نفسي لم تعد تنجيني تلك الزهور خلت ذابلة نازفة بجوفي، تهتكت اشلائي وتقيأت قلبي وأفرَغَت فراشاتي أُصبت بمرض عضال لن يشفي أمس حزن روحي ثكلى إغتالها الألم وشارفت على الانتهاء لتعتلي الفضاء.. هنا سمعت صوت دقات ساعة المنبه استيقظت واجهضت حلمي.. بيد هزت كتفي.
الكاتبة: نسرين عزالدين الروسان.
تعليقات
إرسال تعليق