لاترحل يا حبيبي.... عصام حمي

 لا تَرْحَل يا حَبيبي (18)


تأليف وإعداد : 

 عِصام حَمي 


أمضى جلال  ليلتَهُ الأولى في بيتِ وحيد ..في بوغوتا ..

في أوَّلِ زيارةٍ له في هذا البلد الغَريب ..

واستفاقَ على صوتِ جدالٍ طَويل ٍلوَحيد وهُوَ يتحدثُ في هاتِفِه بالإسبانية ...

يبدو إنّها نوعٌ من التفاوُضِ ...

الحادِّ يَتَخَلَّلُهُ نَوعٌ مِنَ العَصبيَّةِ أحياناً وبالهُدوءِ أحياناً أخرى ..

خَرَجَ مِن غُرفَتِهِ التي في الأعلى ونَزَلَ إلى الأسفل مِن على السَّلالِم ...

في بَهوِ المنزل الفَسيحِ ليَجِدَ وحيداً يلبَسُ الرُّوب ديشامْبِر

 لا يلبَسُ شَيئاً تَحتَهُ ...

 (رُبَّما خَرَجَ مِن مُغامَرةٍ مَعَ إحداهُن ... ) وشَعرُهُ يَقطُر ماءً ..

يبدو أنَّهُ خَرَجَ للتَّوِّ مِنَ الحَمام ..

يُدخنُ سِيجاراً ...

 وهُوَ يَتَحَدثُ مِنْ هاتِفِه النَّقال ..

كانَ الحديثُ قَد أشرَفَ على نِهايَتِه ..

رآهُ وحيد  ..

أومأ يدهُ لهُ مُعتَذِراً ..

بِسَبَبِ صوتِهِ العالي 

جَلسا مَعاً ..

كانَت القَهوةُ حاضرةً...

سألهُ جلال (بعدَ قولِ صباح الخير) : ماالخَبر ؟؟ 

وحيد :

 كُنتُ أفاوِضُ الجِهَةَ الخاطِفةَ ..

لفريد

جلال ( بإهتمام ) :

 إيه وماذا قلتَ لهم ؟؟؟ 

وحيد : 

قُلتُ لهُم كُنتُم قَدْ طَلَبتُم شَخصاً مِن أقربائِهِ وها قَد جاءَ أحَدُ أقربائهِ ..

إسمهُ جلال ..

وهُوَ كاتبٌ مشهور .. 

وعندما سألوا فريداً ..

عَن قَريبٍ لهُ إسمُه جلال ؟؟ 

قال : 

لا أعلَمُ أحَداً مِن أقربائي بهذا الإسم !!!

جلال :  ايه ..

وماذا فعلت ؟؟وما العَمَل ..

وكيفَ أصلَحتَ الموقِفْ؟؟؟

وحيد :

 لقَد اختَرعتُ لهُم ..

شيئاً ..وأرجو أن تَعذُرني ..

جلال ( وهو يَنظُرُ إليهِ باستِفهام ) : 

وماذا إخْتَرعْتُ يا شارلوك هُولمز ؟؟ 

وحيد  : 

قلتُ لهُم هذا صِهره ... 

والحمدُ لله تَبيَّن أن لفريد أختاً ...

فقال لهم فريد :

 يُمكنُ ذلك ..!!!

فأنا غائبٌ عنهم مِنذُ سَنتَين 

جلال ( وهو يبتَسِم بفرح ) : 

إذاً تمكَّنتَ مِنهُم يا أبو الأفكار ..

وحيد ( وهو يَنظُرُ إلى الأعلى مَزْهُوّاً ) : نعم ..

إنَّما طَلبوا أنْ لا أجلِبَ مَعيَ حُرّاسي ...

فَرفَضتُ ..

وبَقيتُ مُصِرّاً على موقِفي حتَّى قَبِلوا 

جلال : 

والمال ؟؟؟ هل طلبوا مالاً ؟؟؟ 

وحيد  : 

لقَد طلبوا شيئاً آخرَ ..

لكنَّهُ يخُصّكْ 

جلال : يَخُصُّني ؟؟؟؟ 

وحيد : نعم ..

استَعِد الآن ..

سنَذهبُ إليهم ...

بِسرعةٍ ..لَبِسَ جلالٌ ثيابهُ ...

وخَرَجَ مع وحيد ...ليجَدَ 

سيّارةَ مَرسيدس سوداءَ ..

في الوسَط ...

ومِنْ أمامِها ومِنْ خلفِها ..

سيّارتينِ من نوعِ الجيب ... مكشوفَتين ..

وفيهُما مسلحين !!!

سأل جلال : ما هذا ؟؟؟

وحيد : 

ابتسم ..

أنتَ في كولومبيا 

أقلعتِ السياراتُ الثّلاث ..

بسرعةٍ نحوَ الجِبال ... 

وجلال يدقُّ قلبه بِسرعة و يُحاولُ وَحيد طمأنتَه ..

بعد خَمس وأربعين دقيقة ..

دخلوا غابة ...

صاحَ أحد من هناك stop...stop .: pausa:. Pausa

وسمعوا صوتَ تلقيم الأسلحة ...

فتوقَّفتِ السيارات الثلاث بأمرٍ من وحيد  .


يتبع

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي