لاترحل يا حبيبي... عصام حمي

 لاتَرْحَل يا حَبيبي (16)


تأليف وإعداد :

 عِصام حَمي


جاءَ يومُ السَّفر إلى بوغوتا عاصِمَةُ كولومبيا في أميركا الجَنوبيَّة أو اللاتينيَّة كما يُقال  ..

وصَعِدَ الطائِرةَ كاتِبُنا جلال حَوّاط  مِن باريسَ عاصِمةُ الجَمال والعُطورات وتَرَكَ الشّانزليزية و اللُّوفر والمَقاهي الجميلةِ   إلى عاصِمَةِ الميليشيّات والعِصابات والمَمنوعاتِ...

كانَتِ الرِّحلةُ مُباشِرةٌ  على مَتنِ الخُطوطِ الكولومبية ..

فَرَحَّبَتُ المضيفاتُ الكولومبيات بالرُّكاب قائلات : 

بوناسيرا سينيور ...

 فاللُّغةُ الرسميَّةُ في كولومبيا  الإسبانية كما كُلّ أميركا الجنوبية ..

عدا البَرازيل ..

فسُكّانُها يَتكلَّمونَ البُرتغالية ...

الرِّحلةُ كانت طويلةٌ ..

من باريس إلى بوغوتا ..

حوالي إحدى عَشرَة ساعة ..

هذا وقت طويلٌ لكِن ليسَ بالنسبةِ إلى كاتِبٍ دَفَقُ الإلهامِ مُتَصالِحٌ معَهُ ..

وجَلَسَ في مكانهِ جلال .. 

وهُوَ يَتَخيَّلُ ..

ماذا سَيَحدُث مَعَهُ .. 

فتارةً يُخْرِجُ حاسوبَهُ المَحمول ويكتُبُ أسطُراً عديدةً وتارةً أخرى يتوَقَّفُ ..

فَيتَذَكَّرُ كيفَ  كانَ جالِساً على الشَّط وتَعَرَّفَ على الرائِعة ...ديانا ..

ولقاءهُما في المطَعم ..

 بفُستانِها الأحمَر ...

ورائحةُ عِطرِها المفضَّلِ لديهِ لأنَّهُ لامسَ بشَرتِها  ...

حتَّى أنَّ هذا العِطر قَدْ ارتَبَطَ في ذاكِرَتِه باسمِها ..

فَقَد نسيَ إسمَ العِطر ..

فصارَ إسمهُ عِطرُ ديانا ...

آهٍ يا ديانا ماذا فَعَلَ حُبَّكِ بجَلال (قالها في نفسِه )..

إلى أنَ وصَلَت الطائِرةُ بِسَلامٍ ..

وحَطَّتْ على أرضِ بوغوتا  كانَ اللَّيلُ قَدْ حَلَّ ..

نَزَلَ الرُّكابُ مِن الطائِرةِ ..

ليُتِمّوا إجراءات الدُّخول ...

الروتينيَة أو ما يُسمى ب : passport control

قال المُوظَّفُ لجلال : 

أنتَ مِن لبنان أليسَ كذلِك !!!

قال جلال :

 نَعَم وماذا في ذلِك !!!

المُوظَّف : مممم ..مِن دولِ المَشاكِل ..

آمَل أن لا تُحدِثَ المشاكِل في بلدِنا ..الهادئ

نَظَرَ إليه جَلال شَذَراً ..

 ثُمَّ قال : أنا كاتِب ..

كما قرأتَ على جواز سَفَري ولَسْتُ مُثيراً للمَشاكِل ..

ثُمَّ أرجو أن يكونَ بلدَكَ أنتَ هادئِاً ..حَقاً ..

وليسَ كما يُقالُ عنهُ!!!( وهُوَ يَتَفَرَّسُ في عيني المُوظَّف )

خَتَم المُوظَّفُ على جوازهُ ..

وأشاحَ بوجهِه عَن جلال

قائلا : Next ( التالي) 

وخَرَجَ جلال ليرى صَديقهُ بانتظارِه ..

وهُوَ يلبَسُ قميصاً مُزَركَشاٍ وشُورتاً ..

كالذي يراه في الأفلام ..

في هاواي أو تاهيتي   وأخَذَهُ بالأحضان ..

مخبراً لهُ ماجَرى بينَهُ وبينَ المُوظَّف ..

أركَبهُ وحيد في سيّارتِه ..

ليقودَها إلى خارِج المدينة ..

وهُما يَستَحضِرانِ ذِكرياتِ الطُّفولةِ

ومغامَرات وحَيد وهُوَ يَقفِز على حائِط مَدْرَسَةِ البنات ...


يتبع

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي