أنين الناي للارض... عبد السلام جمعة
أنين الناي للأرض
.......
أنين اشتياق الناي يُبكي ويُدمعُ
وكان حبيس القلب تخفيه أضلعُ
أحن إلى التبان وهي قريبة
ولكن كسري لا يطاق مُروعُ
وكم رحت للتبان زحفا أزورها
بليل لأشكو من جراح تُوجِعُ
أيا نبعة التبان كنت بقربك
ولي في جوار النبع أرض وموضعُ
فقدتك غدرا في ظلام وظلمة
وخان عهود الأرض يا العين بائعُ
غُدرت وما ضيعت شبرا وإنما
من الغدر ضاعت يا ديار منابعُ
بكيت لبستاني الذي ضاع وانتهى
فابكيت غدرانا وأنّت مرابعُ
وكم كنت قرب النبع مرتاح هانيا
وأحصد أرباحا وتأتي منافعُ
ألُمُ ثمار الأرض في كل موسم
وأرنو إلى ماء الينابيع يلمعُ
فحاصرنا التجار من كل وجهة
ليرضخ هذا الريف ظلما ويخضعُ
لتسريب أرض الصابرين تآمروا
لتسريب أرض الأوفياء تجمعوا
بقينا على هذا بقيد عصابة
ففي كل يوم بالسموم نجرعُ
أتانا اتفاق الخائنين عشية
لتنهب أرزاق وتفنى مزارعُ
صمدنا بهذي الأرض من أجل حقنا
صمدنا وكنا في الصمود ندافعُ
وسالت دماء كي تصون بلادنا
وسألت على الأرواح منا مدامعُ
فدمرنا الكذاب في سلم خائن
فما أبشع المحتل والغدر أبشعُ
فما عاد للبحر الذي كان باعه
فكيف الذي باع البحار سيرجعُ
وظن بيوت الناس ملك يمينه
وأن عدو الأرض يهدي ويمنعُ
تقاسم الأعداء بالزور أرضنا
وقد حسب السمسار أنّا سنركعُ
وما قلت المستوطنات بعهده
وصرنا وقودا كي تنير وتسطعُ
فمن دمنا الجاسوس مهد دربها
وعنها بسر اوبجهر يدافعُ
وكانت على وشك الرحيل وأهلها
فمكنها الخوان وهو يخادعُ
ألا خسئ السمسار ما نحن سلعة
وما حقنا يفنى فنرضى ونخنعُ
صبرنا ولا نرضى طريقا للهجرة
وظلنا بما تحنو به الأرض نقنعٌ
نصلي لتبقى الأرض تعطي عطاءها
فكيف لأصنام نصلي ونركعُ
وإن خالف الإعلام كل طريقنا
عسانا له نصغي مليّا و نسمعُ
نقول لإعلام الخيانة أنه
سيرحل محتل ويرحل طامعٌ
فدع عنك تمجيد الصغار تملقا
وتشويه أهل الحق فالحب ساطعُ
قرانا إذا نضب الصمود فإنها
ستبقى وإن طال الزمان تمانعُ
وكل وضيع لن يظل بقربها
على القيم الغراء بالزور يُرفعُ
هنا الريف لن يرضى بأي مقامر
وأي عميل أوجدته المنافعُ
............
بقلمي .الشاعر .عبدالسلام جمعة
تعليقات
إرسال تعليق