التأتأة أو التلعثم.... مقال ل للا ايمان الشباني

 التأتأة أو التلعثم ، أعراضه ، أسبابه وعلاجه

في الحياة تعترضنا حالات خارجة عن إرادتنا قد تكون بسبب عوامل وراثية او ظروف أسرية او ظروف صحية، ومن بين هذه الحالات التأتأة او التلعثم ونعني بها اضطراب في مجرى الكلام وعدم  تسلسل الحديث مما يجعله متقطعا  و تظهر الحالة من سن  الثانية وقد تتأكد في الثالثة الىالسادسة أو  السابعة  وقد تستمر  الى سن التالثة عشر  أو الخامسة عشر عند الأطفال  إن لم يتداركها  الأهل في السنوات الأولى، سيصبح عنده اختناق يظهر على تقاسيم وجهه .ولهذا الأمر ومن أجل رفع مستوى الوعي بهذه الحالة التي يعاني منها حوالي 70 مليون شخص على مستوى العالم بدأ الاحتفال باليوم العالمي للتأتأة سنه 1998 حتى الآن. وهناك فرق بين تأخر الكلام والتأتأة أو التلعثم.

و من اعراض التأتأة  

* صعوبه البدء بجملة حتى لو كانت سهلة 

* إطالة بعض الأحرف في الكلمة الواحدة  كأ أ انا او اي اي اسمي * تكرار الكلمات والتوقف عند بعضها في الجملة الواحدة 

* التوتر عند النطق ببعض الكلمات التي بها حروف ( الدال والكاف، واللام ، و الطاء .......

* الرعشة في الشفتين أو الفك

*  رفرفة لا شعورية في الجفنين

* شد راحة اليد وغالبا ما يكون هناك تعرق لاإرادي في اليدين

 * كذلك يصبح خجولا أمام الآخرين وتبدو على وجنتيه حمرة

* تراه  قد يرفض الإختلاط حتى لا يحرج وهو يتلعثم 

* ترى المتلعثم يرفض الخروج إلى الأماكن التي بها تجمعات مخافة ان يتلقى تعليقا أو يتعرض للتنمر، وهذا يزيد من حدة الحالة وصعوبة علاجها 

* يصبح عنده الخوف من نظرة الآخر و الإستهزاء والمقارنة باخوانه في البيت وزملائه في الدراسة أو الحي.

** من الاسباب 

1- هناك عوامل وراثية: كأن يكون أحد أفراد العائلة أو معظمها يعاني من ذلك فتصبح مسألة جينات ولكن نحاول علاجها بطرق عديدة 

2 - هناك أسباب صحية كجلطة أو سكتة دماغية،

3-  وهناك صدمة نفسية شديدة: كموت أحد الأبوين في ظروف مفاجئة او كلاهما في حادث أو موت أمام عينيه  وهو في سن صغيرة..

4-  قد يكون التخويف في الصغر بأشخاص او أمور خرافية تجعل الطفل يتخيلها دون علم ابويه  فيرتبك

6-  او تعنيف لفظي به ذكر القتل، ولو في حالة غضب  كعبارة  (سأقتلك إن فعلت هذا أو ذاك ولو ان الجملة لحظوية إلا أن ذاكرة الطفل تشحن وتحلل بطريقتها فيصبح الخوف من الحدث عاملا لسكوته أو خوفه من الكلام لأن  اللاشعور عنده لم يعد متوازيا 

7- او هناك تعنيف جسدي(  كالكي او التخويف بحرقه بشمعة إن كان يعاني من  التبول اللاارادي، فيزداد الأمر  تعقديدا

8-  التحرش أو الإغتصاب 

9 - او انفصال الوالدين في ظروف قاسية خصوصا ان كان الطفل متعلقا باحدهما اكثر من الآخر. 

الخلافات بين الابوين والصراخ والتعنيف امام الأطفال، يجعلهم يفقدون السيطرة بطريقة لا إرادية، فيختنق الكلام في حلقهم ويترتب عن ذلك انعدام الثقة بالنفس 

10- الخوف من ردة فعل الآخر، الاهتمام باخ جديد أكثر من الأول، خصوصا إن كان يعاني من الغيرة وقلة الإهتمام، ولعجزه عن الصراخ والتعبير عما يضره داخليا يصبح متلعثما خائفا مما يعيشه، كاتما مشاعره الحقيقية

11-  انتقال من مؤسسة لأخرى دون تمهيد ، ومصادفة زملاء طبعهم مختلف او يتنمرون عليه سيعجزه عن الدفاع عن  نفسه وبالتالي يختنق ويتلعتم لعدم قدرته على التصدي لما يتلقاه......

12- هناك افكار داخلية يرددها المتلعثم (كمثال ان يقول هل سيسمعني الآخر؟ هل سيستهزئ بي ؟ هل سيفهمني؟  هذه جمل داخلية  يرددها في لا شعوره ولا يستطيع التعبير عنها أمام الآخرين، 

13- كذلك ممكن إن يعيش الطفل المتلعثم حالة غير مستقرة نفسيا حينما يرى من أمامه ينظر إليه نظرة شفقة أو عطف وهذا يزيد من حدة الأمر عنده وتصعب طريقة العلاج،  او تتأخر على الشكل العادي....

 هناك من يعتقد بأن الطفل المتلعثم  غبي أو بليد مع العلم انه ذكي بشكل مثير ولكن لا تفهم الاسر هذا للاسف .

 ففي بعض الأحيان  تكون الأسرة مصدر للطاقة السلبية والقلق وزيادة التوتر عند الطفل المتأتئ، حينما يسمع هذه الكلمات من والدته او من أقرب الناس إليه في الأسرة  (تحرك ،تحدث بسرعة، سأضيع وقتي معك ،انا لدي أمور اخرى ......تحرك انطلق.. هذا يجعله يتوتر أكثر ويتعقد الأمر عنده لأن المسألة ستصبح نفسية وعضوية وهذا أخطر مما يمكن أن نتصور فتصبح ضغوطات داخلية وربما اكتئاب..

أتبثت الدراسات  أن 80% من العلاج يجب ان يكون بالأسرة موازاة مع من يتعامل معه في مركز او مؤسسة

طرق العلاج منها السلوكي والنفسي 

لكي تجعل طفلك  المتلعثم يكتسب قوة الشخصية ولا يحس بالضعف أمام الآخرين، لابد من اتباع خطوات تقوي شخصيته ونفسيته من بينها 

1- عبر له عن حبك له بالأفعال لا بالأقوال فقط ( كأن ترفع من معنوياته أمام القريب والبعيد 

2-عامله  ،على أنه طفل عادي وانتظر ما يريد قوله دون عصبية واستعجال حتى لا تربكه وتربك أفكاره 

3- ابحث عن مواهبه وطورها معه حتى ينطلق وينطق بشكل سليم وهو يعبر عما يحب لأن الطفل المتلعثم سبحان الله حين يتحدث عن شيء يحبه او يمارسه كالتجويد وشرح مادة يحبها او قراءة شعر او محفوظات لا يتلعثم لأنه يحس بقوة وقدرة على العطاء فيما يحب ويعشق

ومن المعروف ان التلعثم لا يصيب شخصا بعينه أو مرحلة عمرية محددة ولكن هي حالة  قد تأتي في كل المراحل العمرية لأسباب تختلف من شخص لآخر  .. وخير مثال على ذلك المشاهير الذين يعانون من التأتأة ( كالملك جورج السادس) (جوليا روبنس) التي لم تكن لها علاقة جيدة مع أسرتها، مما  سبب لها التلعتم وغالبا كانت تتكلم ببطء حتى لا تحرج لأنها كانت تتلقى تعليقات تعيقها بسبب تلعثمها ولكنها استطاعت التغلب على ذلك وأصبحت من أشهر نجوم هوليود (مستر بين ) استطاع التغلب على التأتاة بالتمثيل والأداء الصامت لدرجة ان الكثيرين اعتقدوا أنه من الصم والبكم .كذلك ايقونة الجمال والأنوثة (مارلين مورنو )

4- كذلك لابد من تعزيز سلوكياته الإيجابية وتحريرها 

5-  اتركه يقوم بواجباته وراقبه عن بعد فيما يحتاج إليه ولا تتمم ما ينقصه بسرعة لأنك ستحبط مجهوداته

6- تبتسم في وجهه كنوع من التشجيع و تنتظره حتى يتم الكلام 

7-  من الخطئ ان تقول الكلام عوضا عنه لأنك ستقتل المحاولة بداخله  مما يجعله في تلك الحالة 

9- ادعمه دائما بكلمة برافو أو تصفيق بحرارة أو قول ماشاء الله جيد ما قلته حتى لو كان بسيطا 

10- انا كنت انتظر هذه المعلومة منك..... وهذا دعم كبير لنفسيته، تعطيه شحنة وثقة في العطاء دون تردد

يتبع 

للاإيمان الشباني 

استشارية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي