عار علينا... محمد الدبلي
عارٌ علينا
لــــيسَ الأنامُ عقولهم أكــــفــاءُ
لا يستـــوي الجـــهّالُ والعــقــلاءُ
إذْ قالــــها ربُّ العـــــباد صراحــــةً
لايسْتوي الإشراقُ والظّــــــلمـاءُ
ولئن تطاولَ بعــــضُــــهمْ بحُطــامهِ
واسْـــتعبدتْ أفكارَهُ الأهـــــــــــواءُ
ورأى اهتمامهُ بالتـــكاثُرِ فِـــــطْنــةً
حين استــبدّ بنفــــــــــــسهِ الإغراءُ
فانساقَ خلف ضلالهِ مُتــــــعَجْرفاً
والجهلُ يرْعي خُــــــــــبْثهُ الجهــلاءُ
عارٌ علــينـــــا أن نمـــــــثّلَ أمّـــــةً
تاريخُــــــها أفـــعالٌ وأســـــــمــاءُ
أرسى دعائمها الكــــــتابُ وقادها
أسيادنا الأحــــــرارُ والـــــــــشّرفــاءُ
مِنْْ جَدّنا نشأتْ حضارتُنا الّتـــي
يزهـــــــــــــو بها التّحريرُ والإنشــاءُ
قادتْ مسيرَتها العُروبــــةُ وارتـــقى
بلسانها الـــــقرآنُ والفــــقـــــــهاءُ
من نسل إسماعيل أشرقَ صُبحُها
وتحـــــــضّرتْ ببـــــــيانها الصحراءُ
وتناثرتْ بينَ الشعوبِ فأنـــــجبتْ
أدباً رفيـــــــعاً صاغهُ الـــــــشعــراءُ
أحيتْ مناهــــلها الخــــــلائقَ كلّها
وتــــــناقــــلتْ آثارَها الأنبـــــــــــاءُ
حتّى إذا لَحِقَ الهـــوانُ بأهــــــلها
سقطتْ بهمْ في الخَــــــــنْدَقِ الأهواءُ
فقدوا الحضارة والنّبوغَ وأصْـــبحــوا
دُوَلاً يسوسُ شعوبَها العــــــملاءُ
وتفرّفوا شِيَعاً يُقارعُ بعضُـــــهــمْ
بعــــضاً كما يتـــــقاتلُ الأعـــــــــداءُ
فتحوّل الوطــنُ الكبــــــيرُ إلى قرىً
وأصـــــــابهُ في النّائباتِ بـــــــلاءُ
لا خيرَ في شعْبٍ تقهْــقهرَ شأنــهُ
وبه العــقولُ أهــانـــــــــــها الإقصاءُ
أوليسَ من ضُعْفِ الـعزائــمِ أنْ نرى
أوطاننا يلْـــــــــهو بها السّفــهاءُ
محمد الدبلي الفاطمي
تعليقات
إرسال تعليق