هل نودع الخريف... عبد الكريم الصوفي
( هل نوَدٌِعُ الخَريف ) ؟
والمِقعَدُ أصبَحَ موحِشاً بارِدا
أينَ التي تَمَثٌَلَت في خاطِري جَسَدا ؟
هَل غادَرَت تِلكَ الدِيار تَذَمٌُراً منَ الخَريف وقَد غَدا مُسَرمَدا
تَساقَطَت أوراقَهُ بَعضَها لِبَعضِها مُقلٌِدا
صَفارُها تَشوبُهُ حُمرَةُُ
وبَعضَها لَم يَزَل في غُصنِهِ مُهَدٌَدا
من نَسمةٍ يوشِكُ أن يَطيرَ لِبُرهَةٍ ويَهبُطُ لِغُصنِهِ فاقِدا
هَل أحزَنَ روحَكِ هذا الخَريف أم عَلٌَها تَستَنكِرُ المَشهَدَ؟
أم خَشيتِ الشِتاء في أُفقِهِ مُزَمجِراً راعِدا
وكَأنٌَ طَيفَها من بَينها تِلكَ الظِلال تَجَسٌَمَ مُنشِدا
هَيٌَا إلى كوخِنا يا فارِسي نُشعِلُ المَوقِدَ
في داخِلِ كوخِنا هَمَسَت مالي أراكَ ساهِماُ هامِدا ؟
أنا حَبيبَتُكَ لَحمي دَمي روحيَ هَل يَنفَعُ في طَبعِكَ بقاؤكَ جامِدا
نَظَرَت لِوَجهِيَ وأسبَلَت جَفنَها تَوَدٌُدا
تَنَهٌَدَت كَسالِفِ عَهدِها مرحى لها غادَتي قَد شاقَها أن تَنهَدَ
تَلامَسَ الجَسدان لِلَحظَةِِ عَبَرَت فصارَتِ الروحان روحاََ كَما جَسَدا
هَمَستُ في أُذنِها أنتِ حَقٌَاً مَهرَتي ؟
ولَستِ طيفاً أمرَدا ؟
تَضاحَكَت كأنٌَها مَهرَةُُ تَصهَلُ في مَرجِها قَد شابَهُ ذاكَ النَدى
يُرَدٌِدُ صَهيلَها صَوتَ الصَدى
قُلتُ في خاطِري أضُمٌُها فَعِطرُها نَفسُهُ
والرِضابُ لم يَزَل طَعمهُ على الشِفاهِ شاهِدا
وصوتها وشوَشاتُ بُلبُلٍ يُرَتٌِلُ لِلحَبيبِ مُنشِدا
وتَشهَدُ النارُ مُضرَمَةً قَد سَعٌَرَ لَهيبُها المَوقِدَ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
تعليقات
إرسال تعليق