رماد الانتظار... عماد نصر
رماد الانتظار
على ركبتيكِ تهوينَ كأغنيةٍ قديمة
يتوهج منكِ العشق في عينيكِ
كلّما لامسَ اللهبُ رداءكِ الورديَّ
تخفي وجهكِ خلفَ أستارٍ من الأسرار
و كأنَّ الشوق في أعماقكِ نيرانُ نار .
أيتها الجالسةُ على حافةِ الحنين
ألم يئن الوقتُ بعدُ لتبوحي
بأحلامكِ المغروسةِ بينَ السطور
أم أنَّ الانتظارَ هو قدركِ
المرسومُ من خيوط القدر ؟ .
تجلسينَ وحيدةً أمامَ صدى النار
تتأملينَ في الرمادِ
كمن يبحثُ عن بقايا هويته
كل شعلةٍ في الموقدِ هي نبضةُ قلبٍ
و كلُّ همسةٍ من اللهبِ
هي قصةُ حبٍّ ماتت قبل أن تُروى .
تسندين رأسكِ لكتفِ الصمت
كأنكِ تتحدّين الزمانَ
الذي جفَّ من عروقِ الحياة
كلما أغمضتِ عينيكِ
رأيتِ أفقًا من الأملِ يلوحُ
لكنّهُ ...
ككلِّ الأحلام ، يتلاشى قبل أن يصل .
يا من حاورتِ النارَ بدموعكِ
من قال إنَّ الانتظارَ لا يُحرقُ الأرواح ؟
أنتِ اللهبُ
و الموقدُ
و الرماد
أنتِ كلُّ شيءٍ يُستهلكُ دونما صدى .
أيتها المرأةُ التي تجلسُ عند مفترقِ السنين
كأنكِ قطعةُ ليلٍ سقطت من جفن السماء
خذي من النارِ بعضًا من القوة
و قفي أمام الحياةِ كأنكِ موجةٌ
تتحطَّمُ ثم تنهضُ من جديد .
يا سيدةَ الانتظارِ و الصمت
علّمي الغيمَ أن يبوحَ بما في جعبته
علّمي الليلَ أن يحضنَ قلقَ النجوم
و كوني أنتِ القصيدةَ
التي لم يكتبها شاعرٌ بعدُ .
عماد نصر
تعليقات
إرسال تعليق