لاترحل ياحبيبي... عصام حمي

 لاتَرَْحلْ يا حَبيبي  (41)


تأليف وإعداد :

 عِصام حمي


بعدَ مُباحَثاتٍ مُضْنيَةٍ ولِفَترَةٍ طَويلة قَرَّرَ الطَّرفانِ المُتَحارِبانِ ولسَنواتِ عَديدةٍ .. جَبْهَةَ الفارك والحُكومَة الكولومبية التَّوقيعَ وبالأحرُفُ الأولى على سَلامٍ دائِم يَتَضَمَّنُ تَسليمَ سِلاحِ الجَبهَةِ ومِنَ الجِهَةِ الأخرى أي الحُكومة التَّعويضَ على ذَوي الضَّحايا ..

بِدأً مِن سَنةِ 1964 ..

عِندما تأسَّسَتِ الجَبهَةُ حتَّى مُوعِدِ تَوقيعِ المُعاهَدة وبِرعاية دُوليَّةٍ ضامنةٍ لتنفيذِ بُنود المعاهدة ..

وكذلك الأمر  بِرعايَةِ الأمُمِ المُتَّحِدةِ ..

وتَصافَحَ الفَريقانِ للمَرَّةِ الأولى ..

وانتَهَت حَربُ الوَكالة عَنِ الآخرين ..

أو ما يُسمَّى بالدُّولِ العُظمى ..

الفَرحَةُ كانَت كبيرةٍ مِنَ الشَّعبِ الكولومبي الذي قاسى الأمَرَّين ..

وكذلك عَمَّتِ الفَريقين ..


مَهما كانَت قِيمَةُ التَّعويضاتِ كَبيرةً إلّا أنَّ ضَريبةَ الإستِمرار في القِتال أكبَرُ وأشَدُّ وَطأً ..فَعدا عَنِ المَبالغِ الطَّائِلةِ لشِراءِ الأسلِحَة التي تَدخُل جيوبَ مَن يُحاربون بَدلاً عنهُم أو بالوكالةِ فتزيدُ في رفاهيَّتِهم فإنَّ ضَريبةَ الدِّماءِ والأرواحِ أكبرُ ..

كانَت فَرحةُ جَلال كبيرةً أيضاً وأنْسَتْهُ قليلاً ..

الحُزنَ الذي عاناهُ وكذِلك إستِر ..كانَت سعيدةً .. بالنَّتيجَةِ التي تَوصَّلوا إليها ..

وسَعيدةٌ مِن وقوفِها بجانِبِ مَن تُحِب ..

وفَرحتُها لأنَّهُ تَجاوزَ مَرحَلةَ الحُزنِ والإحباطِ بِفَقدِ عَزيزٍ لديه .

 

دَعَتِ الأمُمُ المُتَّحِدة إلى مَهرجانٍ احتِفالي بهذِه المُناسَبة ..

في مَلعَبٍ كبير ...

وبِمُشارَكِة مُمَثِّلينَ عَن العَديدِ مِنَ الدُّول ..

بِمَن فيهم الطَّرفان المُحَرِّضان !!!!

كانَت فَرحةُ الأطفالِ كبيرةً ..

فهُم لن يَكونوا بعد اليوم.. وَقوداً ..للحَرب ولا مَشاريعَ ..

قَتْلً مُستَقبليَّة ..

ولا حَفّاري خَنادِقَ ..

بَل سيَعمَلونَ على الأخْذِ بالعِلمِ وشَقِّ طَريق مُستَقبلهم 

ولن تَلبَسَ فَتياتُهم البِزَّة العسكرية وتُحارِب الطَّرف الآخَر الذي هو  كولومبي أيضاً ...

بَل سَتَلبَسْنَ الزِّيِّ المدرسي ..

ثُم تَدخُلنَ الجاِمعات ..

وستَخْتَرنَ شُركاءِ حياتِهن بأنفسهِنَّ ..

ولَن تَكُنَّ بَعدَ اليوم خَليلات ..للضُّباطِ ..

بِحجَّة تنفيذِ الأوامر ..

ساعةَ يشاؤون ..

أو فِداءً للوطن ..

كما يزعُمون 

ستَعِشنَ أحراراً ..

إقتَنع جَلال إنَّهُ معَ الإصْرارِ ..

والمُثابَرةِ وبِتَوفيقٍ مِن اللَّه تعالى ...

تَتَحَقَّقُ الكثير مِن الأمور التَّي نَظُنُّها ...مُستحيلة .

وبعيداً عن السياسة والنِزاعات 

وفي جَلسَةٍ شاعِريَّة جَلسَ جَلال وإستِر مَعاً يَتأمَّلان غُروبَ الشَّمسِ ..

وهِيَ تضَعُ رأسَها على كَتِفه وهُوَ يُمسِكُ بيدِها 

رَنَّ هاتِفُ جَلال الدُّولي ..

وإذْ الرقم مِن لبنان ...


يتبع

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي