مثلما... فتحي الخريشا

 ★ مِثلما ★

مثلما ..

تنطفئُ الأمواجُ على رِمَالِ الشّطآن ..

تنطفئُ النّجُومُ في ضُوءِ شمسِ النّهَار ..

تنطفئ الرِّيح في قلبِ الغاباتِ وسحيق الوديان ..

تنطفئ أوراق التين والكرمة في كبدِ الخريفِ ..

تنطفئ القناديل بنفاد الزيت لدوامسِ الظلام .. 

تنطفئ السُّحائب حين عُرىٰ نسيجها لٱنحِلالٍ فلا ماسك لها من التبدد أو السُّقوط ..

تنطفئ الحقولُ بالجفافِ والأوبئة والجراد..

تنطفئ الصَّرخات بالٱختناق أو بتلاشي الأصداء ..

تنطفئ الشّمس بالمغيبِ على أفق الأفول لما ٱهتِجام ظلامِ الليل بلا قمر منير لطارفةِ سماء ..

تنطفئ السُّيُولُ والجداول بالٱضْمِحلال والٱندثار ..

تنطفئ الأفراح بالأتراح والأحزان بالنسيان ..

تنطفئ الطيور بهجهة النوم أو بسَابية الأسر ..

تنطفئ الأمم والحضارات بالجهل والفتن والتعصب والظلم والقهر ..

مثل كلّ ذلك ..

تنطفئ نفْسِي ..

تنطفئ رُوحِي ذاوية في الأسر ..

ينطفئ قلبي على مذبح الأوجاع ..

أنطفئ أنا كُلي بلا يقظة لعميق السُّبات ..

هامدا لبقايا من حطام بلا حراك ..

أنطفئ هائِما بلا هدىٰ إلى لا عودة لزاهر لقاء ..

أنطفئُ وإلى الأبد لرمادٍ بلا ٱنْبِعَاث من خامدِ جمرات ..

إنْ عشقكِ أنتِ يا حبيبتي لمْ يشعل قلبي نارا ونورا ..

يا أيّتها الإمرأة الشاردة في أفقِ كلِّ صباحٍ ومساء .. 

أنطفئ إلى الفناء ..

إن لم كليّ لكلكِ لمضطرمِ عناق لكامل إتحاد .. .

            من ديوان في ظلال الشمس للشاعر :

                المهندس فتحي فايز الخريشا

                                   ★