بين السهل والصعب ..نورة كراش
بين السهل والصعب.
لما بلغت سن العشرين أو قبل ذلك بسنتين،كنت أغمض العينين وأعد الأيام وأتساءل هل أنا يافعة!هل أتزوج من هذا؟
طبعا بعد النظر العميق والتفكير ..سألت والدي:ماهو المقياس الصحيح للرجل؟ لم يستسخف سؤالي ورد:ليس الأمر بالسن بنيتي،فالرجولة هي امتلاء القوة وبلوغ كمال البنية وطول القامة فلا تهتمي للجمال أو القبح فالوجه تزوجي هذا المقتدر السخي ،لسعادتك وراحتك وسلامتك.
خرجت من البيت واحتملت مشقة السير مقارنة وجوه عامة الرجال وبعد التعب جلست على الرصيف،أحسست بالبكاء فتخلت عني دموعي وأردت الوقوف فتخلت عني ساقاي،
فانحنى على رأسي شاب وقال بصوت خافت:مابك؟
أجبته:إنه مجتمع من الكافرين وأنا أعبث بأصابعي في أزرار سترتي. ثم انحنى أكثر وقال:هل ألفك بذارعي لأرفعك؟وانحنى أكثر فأكثر ووضع على جبيني قبلة.
حاولت أن أنطق فلم أستطع،ثم جمعت ساقيا وقمت بهما وخرجت من الرصيف متجهة الى بيتنا.
عند دخولي رأيت شفتا أبي تتحركان في كلمات ليس لها معنى ولم أفهم شيئا ثم أشار سائلا:أين كنت؟
فأجبته:حاولت أن أتغلب على أحزاني وأعالج روحي بعلاج بسيط فنجح.
قال:ماهو
اجبته:دخلت معهد الضحك وتعاهدت معه على أن نرعى في حياتنا جانب الضحك.
فقال:مع من تعاهدتي!
ضحكت ضحكة عالية لها رنين كرنين معدن مزيف وقلت:قبلت الزواج وسأحاول نسيان السعادة وأقسو على نفسي وأتحمله صابرة وأترك له جسم هربت منه الحياة
قصة:بين السهل والصعب/بقلم"نورة كراش.
تعليقات
إرسال تعليق