بين سر وجهر..صلاح محمد الصالح
بين سر وجهر
ليل بلل سرواله
..........
أفاعٍ تبث السُم
وهواء ما عاد طلقا
ملونة نسائمه برائحة الموت والدم
حتى المطر يتثاقل
يرفض النزول
يخشى الأرض يخشى الإثم
حتى الوحل ساءت لطافته
حتى أن ..الزيتون لم يخضر
والسرير ..عاد وجهه ليكفهر
حتى النهد على حافته أُستشهد
أُخمدت ثورته
يفي بوعد وينكر وعد
ولن يذاع له سر
حتى الفوانيس السُمر
أختلط الموت بالفرح
تغابى المرح
وسارت الجثث في مراسم الجثث
واختلط الموج المالح بالحقل المُصفر
في اتون اللحظة القاحلة ينمو الشوك
يقود ثورة ألسن متشققة
وأكفان حُمر ...
بكلمات هزلية فقدنا أعضاءنا التناسلية
وعُقدت لأجلنا أمسيات الختان النارية
حتى الحبالى يهربن من بطونهن
كالنعامات البلهاء يركضن ويركضن
ويتساقطن كالفراش في طاحونة العُمر
حتى السكّير باع خمرته وارتمى بأحضان بئر
حتى الحجارة المقدسة طُحنت
وتُطهى على نيران وباء يبث أغنياته
على موسيقى سخية الأنفاس
كالهشيم المستعر
حتى الأسماك الملونة خنقها البحر
منزوعة الحراشف مبتورة الزعانف
ضيعّت وثائق سفرها بين مدٍ وجزر
يستدرجها مستنقع فاضل ويغتصبها نهر
منذ متى خفافيش الظلام تؤوم في ليلك الشمس
وتقيم مأدبة رقص في عذرية الطهر
منذ متى تُقام المعارض الليلية
وتعرض بها لوحات من خدود
منقوشة عليها أصابع العُهر
ننتظر صباحات نجهلها وتجهلنا
وليل أنكر كل المواثيق التي عقدناها
وخان العهد
حتى بانت نواجذه
فألتئم الجرح بالكفر
صلاح محمد الصالح
تعليقات
إرسال تعليق