شيخوخة تتسول الطريق..بكيل الشميري
شيخوخة تتسول الطريق
كتب بكيل معمر الشميري
يرتعش قدماه وترتعش يده والعكاز
..هنا دائمًا يقف
يرمق المارة... ويتطلع السيارات. ..عيناه تستعطفان الوجوه وخطاه تتسول الطريق
شاهدني أقف أمامه
وبيدي هاتفي الجوال وكاميرا.. قال لي: من تكون يا ابني!! هل أنت من التلفزيون ..وماذا تريد مني... لم يدع لي الفرصه لكي أعرفه بنفسي، واوصل كلامه:
ماذا تريدني أن أفعل؟
أخذ التعب الصحة وامتص الشقاء ما تبقى من حلم..
أعرف ما تود قوله مثلي الآن يرتاح ومثلي الآن يحمل من البناء
لكن هل سألتني أين الأبناء؟
هل سألتني لماذا أستعطف عيون الناس؟
أفواه تجاوزت العشرين خلفها أبنائي الاثنين بعد ما رحلوا ... رحل الأبناء لجوف الأرض. انتقلوا إلى رحمة الله، وبقيت أنا أحمل أبناءهم على كتفي هذا.... هل كتفي يتحمل هكذا ثقلًا!!
لا تلمني ما أريده النصيب، أو بعض النصيب.
أحببت أرضي وخلا قوت بيتي... الأطفال جياع ينتظرون عودتي..
اعذرني يا ابني ولا ألومك حينما تستغرب من وقفتي في وسط الطريق
فحينما كان أبنائي على قيد الحياة لم تكن حالتي كما ترى الآن.
ولكن بعد وفاتهم وتركهم لهؤلاء الصغار في عنقي تغيرت حالتي
كم أدعوا الله أن لا يميتني إلا بعد أن يكبروا ..لكن هل تتوقع أن يبقى لي من العمر نصف أو ربع ما ذهب!
خمس وثمانون عامًا عشتها
هل في ظنك أنني سوف أعيش مثلها!
اتركني بالله عليك اتركني.....
تعليقات
إرسال تعليق