الاختلاف...د.عز الدين ابو صفية
الاختلاف لا يفسد للود قضية :::
لا بد لأيّ حوار أو أيّ نقاش أن يستند إلى عدة أمور أهمها :
... احترام الرأي والرأي الآخر : لأن الآراء لا تتطابق بشكل كامل و كثيراً ما يشوبها الاختلافات، وهنا لا بد من إحترام رأي الغير وعدم استخدام أسلوب إنكار صحته بالمطلق أو حتى الانجرار وراءه أو التماشي معه إن تعارض مع الرأي الآخر ويجب تجنب استخدام العنف الكلامي للإقناع ولا بد أن يكون أسلوب الحوار يستند للهدوء وطرح الحجج المقنعة.
... إجادة فن الإستماع : حيث أن على المتحاورين أن يتقنوا الإستماع الجيد لآراء الغير وعدم مقاطعتهم بالكلام بقصد إفساد الحوار وإضعاف حجة المحاور الآخر ، وهذا يتطلب من المتحاورين إعطاء الوقت الكافي لكل واحد منهم ليتمكن من إقناع الآخر بفكرته ورأيه بشكل لا يشوبه التشويش حتى تصل الفكرة للطرف الآخر بشكل كامل وواضح، وهنا يسهل على الطرفين المتحاورين تجنب الخلافات والاختلافات ويتم المحافظة على الود بينهما حتى وإن اختلفت الآراء فيما بينهم.
... عدم التعصب للرأيّ الشخصي واعتباره بأنه الرأي الصواب وما دونه خطأ مع الحفاظ على الهدوء أثناء الحوار وعدم استخدام لغة الصراخ وحركات اليدين والوجه للإقناع ؛ وهنا مهما اختلفت الآراء فلا مجال لها أن تفسد للود قضية،
فالحوار يُهدف من خلاله الوصول لحقيقة بعض الأمور التي تكون مبهمة أو مُشوشة ، وبالتالي سبر أغوارها لتكون بلسماً لفكرٍ أو رأيٍ مشوش أو غير مُستند لحقائق علمية أو تاريخية موثقة فلعبت في حقيقتها وشوشتها العادات والروايات الخيالية الناتجة عن الأهواء الشخصية والخرافية .
وكل ذلك لا بد له أن يستند إلى الحفاظ على الود بين المتحاورين وعدم الإنسياق نحو الخلاف مع الحفاظ على الود بينهم.
د. عز الدين حسين أبو صفية،،،
تعليقات
إرسال تعليق