متى يستريح… كلمات الشاعر عبد الزهرة خالد

-
متى يستريح
——————
 استقبله بدفءِ الجوابِ
حينما لبّى طلبه الخفيف
أشارَ إليه من منضدته
إلى الجلوسِ مع حاشيته
يشطبُ التصنيف
طائفةٌ واحدةٌ تحتوي الأمة
لا تقبل التياراتِ الواعدة والمعاكسة ،
بعد خروجه … لم يستجب للمطاولة
في لحظةِ نشوةٍ لم تسبقها دهشة
سقطَ صاروخٌ من صناعةٍ محلية
ماتت الجارية أثناءَ رعشةِ الأرداف
وانشق الدف .
في اليومِ التالي
بانَ الحزنُ على محياه
أغلقَ وجهَ التلفاز  بقطعٍ من اللّيل
لم يفصح عمّا جرى
يخشى على عورةِ البركان
فيها صرّةٌ لم تسترها تباريحُ مزمجرة
حدّقَ بجداولِ الرّيح
يقرأ منافي الرُّوحِ  بقعةً بقعة
يتغذى بعلفٍ طعمه سيقانٌ عاريةٌ من السنبل
يتدجّنُ في الحديقةِ الخلفية
ظلّالها تتنعمُ بجذوعِ الأشبال
ما خفي كان الأعمّ
يوم دسّ مفتاحَ غرفته السرية
في عشبٍ بلا ترقيم
ذكّره بأيامِ الطفولة
ومراهقته المكسوة بالشوائبِ والبثور
لن يكن معه منصفاً
حينما غادرَ الفقرَ وحده من زمنٍ ليس ببعيد
أشارَ إليه أن يصطحبه
إلى شجرةٍ منصرم فيها موسمُ الاخضرار
تقبعُ وسطَ القفارِ
يجاورُ رمالَ السكونِ ويعاشرُ السراب
أو يبقى في الباحة
يتجمعُ مع الموادِ المستهلكة
وكراسي العوق ،
تيقنَ أنّ الهلاكَ لا محال
لقد استعملَ كلّ المعاجين
وأثقلَ في تناولِ الفرشاة
أسنانه صفر من جراءِ النحيب
وغزو الدخان الرهيب
سيستغلُ غفلةَ الكبريت
ويشعلُ عوداً واحدا
يكفي لتغيير القديم
ليكون رماداً تذروه المراوح
لعله يستريح من لغوةِ المناقير الخاوية ..
———————-
عبدالزهرة خالد
البصرة /٢٩ -٨-٢٠١٩

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

-
سَافَرْتُ نَحْوَكَ… كَيْ أَرَاكَ وَأَسْمَعَكْ مُضْنَاكَ… وَدَّعَ قَلْبَهُ… مُذْ وَدَّعَكْ!!! دُنْيَايَ… مَا دُنْيَايَ…؟! أَيُّ حَلاوَةٍ لِكُؤُوْسِهَا… إِنْ لَمْ أَكُنْ فِيْهَا مَعَكْ؟! سَافَرْتُ نَحْوَكَ أَسْتَعِيْدُكَ… لا تَسَلْ لِلحُبِّ بَوْصَلَةٌ… تُحَدِّدُ مَوْقِعَكْ! فِي شُرْفَةِ الأَشْوَاقِ أَجْلِسُ… كُلَّمَا جَنَّ الظَّلامُ… أَبِيْتُ أَرْقُبُ مَطْلَعَكْ! فَانُوْسُ شِعْرِي مَايَزَالُ… مُعَلَّقاً لَوْ رُمْتَهُ يَرْوِي أَسَايَ… لَأقْنَعَكْ! فَمَتَى تَعُوْدُ…؟! نُحُوْلُ جِسْمِي شَاهِدٌ بَعْضُ الشُّهُوْدِ إِذَا تَكَلَّمَ… رَوَّعَكْ!!! طَالَ انْتِظَارُ الصَّبِّ… يَفْتَرِشُ الـمُنَى إِنْ لَمْ تَعُدْ… فَاسْمَحْ لَهُ أَنْ يَتْبَعَكْ! رَتَّبْتُ فِي عَيْنَيَّ مَهْدَكَ… مِثْلَمَا أَثَّثْتُ… مَا بَيْـنَ الجَوَانِحِ مَخْدَعَكْ وَلَكَمْ شَكَوْتُ إِلَيْكَ مِنْكَ… وَأَدْمُعِي تَجْرِي… وَلَكِنْ مَا اسْتَثَارَتْ أَدْمُعَكْ! خَاصَمْتُ كُلَّ النَّاسِ كَيْ تَرْضَى… وَكَمْ بَعْثَرْتُ عُمْرِي فِي هَوَاكَ… لأَجْمَعَكْ!!! وَشَقِيْتُ فِي صَمْتٍ… لَأمْنَحَكَ الهَنَا مِنْ غَي
قراءة المزيد

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

-
قل لي ياقلم.   قل. هل لا يتقن الشعر الا من به الم ولا  يكون بيد  الجاهل  القلم  هل يسمعن الذي في قلبه صمم  فكيف يعشق من في روحه سقم  ياناعس الطرف قلبي فيك منشغل  وملني  الشرح  والتعبير  والكلم فكن  بقربي  ان  الروح  هائمه رغم  الهموم  اذا  لاقتك  تبتسم تبكي الجيادُ.. إذا ترجَّل فارسٌها ومن الصهيل..ما توجّعٌ.. وَعَذابُ . أرأيت دَمعَ الخيلِ؟! كم من عبرةٍ في الروحِ.. لم تعلم بها الأهدابُ #نافز_ظاهر
قراءة المزيد

اجازة... علاء، عطية علي

-
 إِجَازَةٌ ـــــــــ               بَحْرُ الرَّجِز (لا تسْتكنْ إلا لذاتِ الواحدِ               واسلكْ مساراتِ النبيِّ الرَّاشدِ) فَالنُّورُ إِرْشَادُ الْبَشُوشِ العَابِدِ                   والغَيُّ مِضْمَارُ السَّبِيْلِ السَّامِدَ لا يَتْرُكَ الشَّيْطَانُ إِلَّا طَائِعًا                       والنار مأوى كل عبد شَارِدِ يَا مَنْ تُرِيدَ الْخُلْدَ فِي جَنَّاتِهِ                    اِتْبَعْ لِهَدْيٍ قَدْ أَتَى مِنْ أَحْمَدِ أَدِّ الصَّلاة الْعُمْرَ فِي أَوْقَاتِهَا                      طِعْ رَبَّنَا لَا تَرْتَعِدْ مِنْ حَاقِدِ لَا تَنْحَنِي كُنْ كَالشِّهَابِ الصَّاعِدِ                     لا تنثني من جَمْعِ نَادٍ حَاسِدِ مَنْ دَانَ لِلدَّيَّانِ مَا هَابَ الْوَرَى                  أذْكَى جِهَادَ النَّفْسِ دِينُ الْعَابِدِ وَاتْرُكْ خِصَالَ الشَّرِّ لا تَرْكَنْ لَهَا                   فَالإثْمُ أَغْوَارُ الْجَهُولِ الفَاسِدِ وَاحْذَرْ رِفَاقَ السَّوْءِ لا تَعْبَأْ بِهمْ                            لا تَسْتْمِعْ إلا لِعَبْدٍ زَاهِدِ أَمْسِكْ بِحَبْلِ الله ثُمَّ اشْدُدْ بِهِ                  
قراءة المزيد