ادفع !لتسلم....بقلم فريد رشيد

إدفعْ ! لتسلمْ

غمامةٌ سوداءُ تلفُ عالمنا
كأنَّهُ وباءُ
دُبٌّ يُناطِحُ حماراً
والحلبَةُ أحلامُ البُسطاء
رعودٌ تتناثرُ ظاهراً
والحقيقةُ كذبٌ اتَّقنوها
ومغازلةٌ ورياء
بمصائرِ الشُّعوبِ يتلاعبونَ جهاراً
وأعظمُ المصائبِ
ينسجونها في الخَفاء
لهمْ في الصِّراعِ فنونٌ كثيرةٌ
ولباسهم حسبَ الزَّمان والمكانِ
ومِنْ وراءِ القصدِ
عَالمٌ يسودهُ العناء
ثعالبٌ يتنكَّرون بينَ الدجاجاتِ
وذِئابٌ يُصادقونَ  الحَملانَ حيناً
وأُخرى أُسودٌ في أعقابِ الظِّباء
لهم في كُلِّ البِقاعِ أعوانُ
أسافلُ الأقوامِ
سادةً أكانوا !
أم أصحابَ عِماماتٍ
أدمنوا الدَّمَّ
في الفطورِ  والعِشاء
في ألسنتهم حلاوةُ الحديثِ
يُجاهرونَ بعذبهِ نهاراً
وفي الظُلمةِ معَ الذِّئابِ  إخوةٌ
يُقدِّسونهم وهم أذلاءُ
ويثنونَ عليهم بآياتٍ وأسفارٍ
من السَّماءِ
وفي مكانٍ آخرَ يُسامرُ العاقُ
قوانينَ المُساواةِ والحقوقَ والعدالةَ
كأنَّهمْ حُماتها الأصِلَّاء
أصبحَ العالمُ لُعبةً بينَ الأيادي
والبشرُ كُرةٌ بينَ حوافرِ السادةِ
وبراثنِ السُّفَهاء
كمْ عالمٍ قضى نحبهُ باحثاً
وكم مُفِّكرٍ ظُلِمَ، أو قُتِلَ بُهتاناً
وكم حكيمٍ انزوى بعيداً
وفقيهٍ صُلِبُ لأنَّه
رفضَ السيرَ مع القطيعِ
كالجُهلاء
كأوراقِ الخريفِ تناثروا
لا موتى
بل رُسُلاً لعالمٍ قادمٍ
أساسهُ العقلُ
وروحهُ المحبَّةُ والرَّخاء
وعندما بانَت ملامحُ الشِّمسِ
في دهاليزِ النفوسِ
وتنفَّسَ الإنسانُ نسبمَ الصُّعداء
تسَلَّطَ مجنونُ كُرسيَّ الأمرِ
وجمعَ حولهُ أمثالهُ
لدعمِ كلِّ دكتاتورٍ سفيهٍ
مُقابلَ المالِ
أو صفقاتِ الموتِ
أو عظمةٍ تُرمى له
من وليمةِ أشلاء
وآخرُ يُمارسُ عُهرهُ  باستخدامِ
أحدثِ أسلحةِ الفتكِ والدَّمار
لحصدِ أرواحِ الأبرياء
لا شعارَ يحكمُ عالمَ اليومِِ،
إلَّا شعارُ واحدٌ
إدفعْ !
وكُنْ في كُرسييِّكَ
إلهَ الأرضِ والسماءِ.

بقلمي...
فريد رشيد
28.11.2018

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي