سياحة في كتاب....بقلم احمد عبد اللطيف النجار
سياحة في كتاب 4
ـــــــــــــــــــــــــــ
رواية فجر الحرية
للروائي المبدع
محفوظ عبد العال غانم
بقلم
أحمد عبد اللطيف النجار
كاتب عربي
أم الدنيا قالت شعبي ...
أعداده اثنين مليار ....
أراضينا واسعة وخصيبة ..
تنتج قمح وفلفل حار ...
مش ممكن الناس تجوع ...
عيب كتير وأكبر عار ....
لو نسأل يوم عن قرض ...
أو نتساهل كدة في الأرض ...
أرض بلدنا فيها أسرار ...
أرض بلدنا فيها أسرار ....!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أم الدنيا سألت ناسها ...
عن مشاكل الزوجية ....
قالت شايفة عنوسة كتيرة ..
بين الفتيات المصرية ...
فين شباب مصر الحر..؟
يحفظ عِرضه الغالي عليا ...
قالوا شبابنا مسكين ...
عايش مكسور الجبين ...
نفسه تكون حياته هنية ..!
ماتت مووايل ياسين ...
ضاع حبه ويا بهية ...!
سألوا ياسين مستاء ليه ؟
قال تعبانة المهية ...!
راتبي ضعيف ...
مش يفتح بيت ...!
أو حتة عشة عائلية ...!
أم الدنيا قالت صبراً ...
لازم حل للقضية ...!
لازم حل للقضية ...!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكلمات السابقة ،، مجرد أحلام كتبتها في غابر الأزمان ، وما زالت أم الدنيا تبحث عن حل للقضية السكانية وأزمة المساكن التي لن تنتهي أبدا في شعبي المسكين في أم الدنيا !!
ولكن بما إننا نواصل سياحتنا في رواية أخي الأديب العبقري محفوظ غانم ، والرواية كلها عن حياة الفلاحين ومشاكلهم ؛ رأيت أن نبحث في جذور مشكلة الإنتاج الزراعي في القمح المصري !!
أري انه من العار علينا أن نشحت قمحنا حتي اليوم من روسيا وأمريكا !
كذلك من العار أن يأكل الشعب المصري المسكين رغيف خبز غير آدمي !!
الحيوانات نفسها تأبي أن تأكله !!!
ويأكله الشعب المصري المسكين وهو حامد ربه علي نعمته .
التليفزيون المصري في عهد المخلوع مبارك ، كان يعرض سلسلة حلقات رائعة اسمها سر الأرض !
تلك الحلقات كان بها معلومات مفيدة جدا للفلاح المصري والعربي ، لكن للأسف الشديد وصلت الرسالة معكوسة للجمهور العربي الساذج ، وصار الناس يتندرون علي أخونا ألقرموطي ، بطل حلقات سر الأرض !
صار ألقرموطي هو الهدف وليس المعلومات المفيدة في حلقات سر الأرض !
ضاع سر الأرض مع حركات أخونا ألقرموطي !!
ــــــــــــــــــــــــــ الله يسامحك يا قرموطي ! ـــــــــــــــــ
نواصل سياحتنا في الفصل الأول من رواية فجر الحرية ..
يقول المؤلف الأديب (( الحقيقي )) محفوظ غانم في وصفه لقرية بركة الفصاد .....
هذا البهو الآخر أرض مع مستوي الطريق ، غير مبيض ، وغير مبلط ، وجدرانه من اللبن ، ومطلية بالطين المخلوط بالتبن .. في أوله من ناحية اليمين التليفون الحكومي ، معلق بلوح خشبي صغير مع مستوي الحائط .. وأمامه مكتب عامل التليفون ، وهو عبارة عن برميل كبير كان ممتلئا زيتا مما ترش به أشجار الفواكه
بُسطت علي سطحه بعض الجرائد القديمة لتسهيل الكتابة فوقه ، وخلفه مقعد ، وهو عبارة عن برميل صغير
من نفس النوع ، وعليه لفافة من قش الأرز لتسهيل الجلوس فوقه طويلا .
وفي أول البهو من ناحية اليسار مكتب صراف الناحية ، وهو عبارة عن منضدة صغيرة جدا مما يُلعب عليه عادة بالورق وغيره من أدوات اللعب ، وخلفها مقعد عادي ، وبجوار المنضدة والمقعد علي امتداد الحائط الشمالية ( مصطبة ) مبنية باللبن ومطلية بالطين والتبن ، وتعلو عن الأرض حوالي نصف متر ، وعلي ارتفاع نحو المتر من سطحها كوة تطل علي حجرة عامل القهوة التابع لدوار العمدة ، وبحائط الصدر دولاب بداخل الحائط ، مُغلق المصراعين ، تُحفظ فيه أسلحة الخفراء بالنهار ، وأمامه كومة من قش الأرز يرقد فيها الخفير المكلف بحراسة الأسلحة ، والسقف مكون من جريد النخل معتمد علي أخشاب بلدية غير مصقولة ، ولا مهذبة ، ولونه قاتم جدا نتيجة الدخان الكثيف المتراكم عليه علي مدار السنين .
وعلي امتداد الطريق بعد بهو المضيفة يقع باب دار العمدة .. وبعده أبواب دور الجيران .
وعلي ناحية التفرع من الناحية اليمني منزل متهدم ينم عم مجد تليد ، وعز غابر ، وحاضر حزين .. عليه آثار بياض متفرقة هنا وهناك .. وقد كان دوارا للعمدة القديم
الذي لم يعقب ذرية ، وآل إلي ابن العمدة الحالي ، فأسكن في جزء منه الصراف الغريب عن الناحية ، واستعمل الباقي لخزن حاصلاته وآلاته الزراعية ، وحظيرة لمواشيه .
&&& يواصل أديبنا العصامي وصفه البليغ ....
العمدة يجلس بجانب من دكة الصدارة .. يلبس جلبابا مكويا من الصوف الثمين ، وفوق رأسه طربوش أحمر فاقع اللون ، يميله كثيرا علي الشمال ، وتتعامد فتائل زره علي أعلي أذنه ، وتداعبها كلما حرك رأسه مهما ضؤلت الحركة ... يظهر من تحت ذيل جلبابه الواسع الفضفاض مقدمة من حذائه الأصفر اللامع .. بيده مسبحة تداعب أصابعه حباتها ، فتترك بين آونة وأخري واحدة منها تسقط علي أخواتها ، فتحدث صوتا منتظما ، وتتولي أصابع يده الاخري مداعبة طرفي شاربه المدببين المنتصبين ، وبجواره علي الدكة أكثر من جريدة من جرائد الصباح ..
عامل التليفون في مكانه بين البرميلين .. خفير السلاح بين كومة القش مغرق في النوم ، ويغط غطيطا كالصفير الخافت ..
بعض الخفراء والفلاحين يجلسون علي المصطبة وعلي ارض البهو ، وفي الطريق خارجه ينتظرون
الصراف .
فلاحون في طريقهم إلي الحقول مع أكثرهم أدوات الزراعة والمواشي ومناديل الغذاء .. يحيون العمدة دائما ، ولا يرد التحية إلا نادرا ، وفي الغالب يقصر الرد علي إشارة من أصابعه أو حركة غير مرتفعة كثيرا من سبحته .. لا يوجد بينهم من يجرؤ علي المرور إمامه راكبا دابته ، بل ينزل عنها بمجرد أن يلمح العمدة ، وأحيانا قبل أن يلمحه ، احتراما لحرمة المكان ، ولا يركبها ثانية إلا بعد ان يبتعد كثيرا عن المكان .
النسوة رائحات غاديات في خفة ونشاط ورشاقة ، علي رءوسهن الجرار فارغة أو ممتلئة في وضع جانبي متزن خلاب ، يتوارثنه عن الأمهات والجدات من قديم الزمان .
والعمدة لا يبخل أبدا بالنظر الفاحص علي أية أنثى رائحة أو غادية ، ولكن بطريقة حصيفة رصينة واعية ، لا يفطن اليها أكثر الناس ، حتي ولو كانوا جالسين معه !
ويبتدئ النظر من أـسفل دائما ، ومن عند القدمين يعلو شيئا فشيئا إلي ما فوقهما ، فإذا ما عجبه شئ ارتفع بسرعة إلي الوجه ، ليعرف صاحبته ، ثم تدلي سرعة أيضا إلي ما يعجبه .. وأحيانا لا يرتفع النظر إلي الوجه ،ويفضي بعيدا إذا لم يجد ما يعجبه في الطبقات السفلي .
وعند اختفاء ظبيات بلده عن نظراته يغرق في مجال خصيب من التصور والتخيل والتكييف .. وفي كلا الحالين ، التطلع والتخيل ؛ مجال فسيح للذة والاستمتاع !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
&& نكتفي بهذا القدر ....
&& ولا نقدر حتي علي التعليق علي أسلوب أديبنا العبقري محفوظ غانم ...
ألي اللقاء .........
أحمد عبد اللطيف النجار
كاتب عربي
ـــــــــــــــــــــــــــ
رواية فجر الحرية
للروائي المبدع
محفوظ عبد العال غانم
بقلم
أحمد عبد اللطيف النجار
كاتب عربي
أم الدنيا قالت شعبي ...
أعداده اثنين مليار ....
أراضينا واسعة وخصيبة ..
تنتج قمح وفلفل حار ...
مش ممكن الناس تجوع ...
عيب كتير وأكبر عار ....
لو نسأل يوم عن قرض ...
أو نتساهل كدة في الأرض ...
أرض بلدنا فيها أسرار ...
أرض بلدنا فيها أسرار ....!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أم الدنيا سألت ناسها ...
عن مشاكل الزوجية ....
قالت شايفة عنوسة كتيرة ..
بين الفتيات المصرية ...
فين شباب مصر الحر..؟
يحفظ عِرضه الغالي عليا ...
قالوا شبابنا مسكين ...
عايش مكسور الجبين ...
نفسه تكون حياته هنية ..!
ماتت مووايل ياسين ...
ضاع حبه ويا بهية ...!
سألوا ياسين مستاء ليه ؟
قال تعبانة المهية ...!
راتبي ضعيف ...
مش يفتح بيت ...!
أو حتة عشة عائلية ...!
أم الدنيا قالت صبراً ...
لازم حل للقضية ...!
لازم حل للقضية ...!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكلمات السابقة ،، مجرد أحلام كتبتها في غابر الأزمان ، وما زالت أم الدنيا تبحث عن حل للقضية السكانية وأزمة المساكن التي لن تنتهي أبدا في شعبي المسكين في أم الدنيا !!
ولكن بما إننا نواصل سياحتنا في رواية أخي الأديب العبقري محفوظ غانم ، والرواية كلها عن حياة الفلاحين ومشاكلهم ؛ رأيت أن نبحث في جذور مشكلة الإنتاج الزراعي في القمح المصري !!
أري انه من العار علينا أن نشحت قمحنا حتي اليوم من روسيا وأمريكا !
كذلك من العار أن يأكل الشعب المصري المسكين رغيف خبز غير آدمي !!
الحيوانات نفسها تأبي أن تأكله !!!
ويأكله الشعب المصري المسكين وهو حامد ربه علي نعمته .
التليفزيون المصري في عهد المخلوع مبارك ، كان يعرض سلسلة حلقات رائعة اسمها سر الأرض !
تلك الحلقات كان بها معلومات مفيدة جدا للفلاح المصري والعربي ، لكن للأسف الشديد وصلت الرسالة معكوسة للجمهور العربي الساذج ، وصار الناس يتندرون علي أخونا ألقرموطي ، بطل حلقات سر الأرض !
صار ألقرموطي هو الهدف وليس المعلومات المفيدة في حلقات سر الأرض !
ضاع سر الأرض مع حركات أخونا ألقرموطي !!
ــــــــــــــــــــــــــ الله يسامحك يا قرموطي ! ـــــــــــــــــ
نواصل سياحتنا في الفصل الأول من رواية فجر الحرية ..
يقول المؤلف الأديب (( الحقيقي )) محفوظ غانم في وصفه لقرية بركة الفصاد .....
هذا البهو الآخر أرض مع مستوي الطريق ، غير مبيض ، وغير مبلط ، وجدرانه من اللبن ، ومطلية بالطين المخلوط بالتبن .. في أوله من ناحية اليمين التليفون الحكومي ، معلق بلوح خشبي صغير مع مستوي الحائط .. وأمامه مكتب عامل التليفون ، وهو عبارة عن برميل كبير كان ممتلئا زيتا مما ترش به أشجار الفواكه
بُسطت علي سطحه بعض الجرائد القديمة لتسهيل الكتابة فوقه ، وخلفه مقعد ، وهو عبارة عن برميل صغير
من نفس النوع ، وعليه لفافة من قش الأرز لتسهيل الجلوس فوقه طويلا .
وفي أول البهو من ناحية اليسار مكتب صراف الناحية ، وهو عبارة عن منضدة صغيرة جدا مما يُلعب عليه عادة بالورق وغيره من أدوات اللعب ، وخلفها مقعد عادي ، وبجوار المنضدة والمقعد علي امتداد الحائط الشمالية ( مصطبة ) مبنية باللبن ومطلية بالطين والتبن ، وتعلو عن الأرض حوالي نصف متر ، وعلي ارتفاع نحو المتر من سطحها كوة تطل علي حجرة عامل القهوة التابع لدوار العمدة ، وبحائط الصدر دولاب بداخل الحائط ، مُغلق المصراعين ، تُحفظ فيه أسلحة الخفراء بالنهار ، وأمامه كومة من قش الأرز يرقد فيها الخفير المكلف بحراسة الأسلحة ، والسقف مكون من جريد النخل معتمد علي أخشاب بلدية غير مصقولة ، ولا مهذبة ، ولونه قاتم جدا نتيجة الدخان الكثيف المتراكم عليه علي مدار السنين .
وعلي امتداد الطريق بعد بهو المضيفة يقع باب دار العمدة .. وبعده أبواب دور الجيران .
وعلي ناحية التفرع من الناحية اليمني منزل متهدم ينم عم مجد تليد ، وعز غابر ، وحاضر حزين .. عليه آثار بياض متفرقة هنا وهناك .. وقد كان دوارا للعمدة القديم
الذي لم يعقب ذرية ، وآل إلي ابن العمدة الحالي ، فأسكن في جزء منه الصراف الغريب عن الناحية ، واستعمل الباقي لخزن حاصلاته وآلاته الزراعية ، وحظيرة لمواشيه .
&&& يواصل أديبنا العصامي وصفه البليغ ....
العمدة يجلس بجانب من دكة الصدارة .. يلبس جلبابا مكويا من الصوف الثمين ، وفوق رأسه طربوش أحمر فاقع اللون ، يميله كثيرا علي الشمال ، وتتعامد فتائل زره علي أعلي أذنه ، وتداعبها كلما حرك رأسه مهما ضؤلت الحركة ... يظهر من تحت ذيل جلبابه الواسع الفضفاض مقدمة من حذائه الأصفر اللامع .. بيده مسبحة تداعب أصابعه حباتها ، فتترك بين آونة وأخري واحدة منها تسقط علي أخواتها ، فتحدث صوتا منتظما ، وتتولي أصابع يده الاخري مداعبة طرفي شاربه المدببين المنتصبين ، وبجواره علي الدكة أكثر من جريدة من جرائد الصباح ..
عامل التليفون في مكانه بين البرميلين .. خفير السلاح بين كومة القش مغرق في النوم ، ويغط غطيطا كالصفير الخافت ..
بعض الخفراء والفلاحين يجلسون علي المصطبة وعلي ارض البهو ، وفي الطريق خارجه ينتظرون
الصراف .
فلاحون في طريقهم إلي الحقول مع أكثرهم أدوات الزراعة والمواشي ومناديل الغذاء .. يحيون العمدة دائما ، ولا يرد التحية إلا نادرا ، وفي الغالب يقصر الرد علي إشارة من أصابعه أو حركة غير مرتفعة كثيرا من سبحته .. لا يوجد بينهم من يجرؤ علي المرور إمامه راكبا دابته ، بل ينزل عنها بمجرد أن يلمح العمدة ، وأحيانا قبل أن يلمحه ، احتراما لحرمة المكان ، ولا يركبها ثانية إلا بعد ان يبتعد كثيرا عن المكان .
النسوة رائحات غاديات في خفة ونشاط ورشاقة ، علي رءوسهن الجرار فارغة أو ممتلئة في وضع جانبي متزن خلاب ، يتوارثنه عن الأمهات والجدات من قديم الزمان .
والعمدة لا يبخل أبدا بالنظر الفاحص علي أية أنثى رائحة أو غادية ، ولكن بطريقة حصيفة رصينة واعية ، لا يفطن اليها أكثر الناس ، حتي ولو كانوا جالسين معه !
ويبتدئ النظر من أـسفل دائما ، ومن عند القدمين يعلو شيئا فشيئا إلي ما فوقهما ، فإذا ما عجبه شئ ارتفع بسرعة إلي الوجه ، ليعرف صاحبته ، ثم تدلي سرعة أيضا إلي ما يعجبه .. وأحيانا لا يرتفع النظر إلي الوجه ،ويفضي بعيدا إذا لم يجد ما يعجبه في الطبقات السفلي .
وعند اختفاء ظبيات بلده عن نظراته يغرق في مجال خصيب من التصور والتخيل والتكييف .. وفي كلا الحالين ، التطلع والتخيل ؛ مجال فسيح للذة والاستمتاع !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
&& نكتفي بهذا القدر ....
&& ولا نقدر حتي علي التعليق علي أسلوب أديبنا العبقري محفوظ غانم ...
ألي اللقاء .........
أحمد عبد اللطيف النجار
كاتب عربي
تعليقات
إرسال تعليق