ما اعظم المراة... عدنان صالح

 إلى كل امرأة ذاقت طعم الأمومة وإلى كل البشر اللذين يدركون معنى الأمومة، نقف احتراما وتبجيلا لمقامها الرفيع من الله عز وجل والذي مهما كتبنا وحاولنا التعبير عنه، لن نطال منه ذرة من مكانته. 


ما أعظم المرأة في خَلقها 

فاقت كل تصوُّرٍ في جمالها 


حبيبةٌ، لطيفة في نعومتها رِقةٌ 

تُغرقك في عيونها إلى أعماقها 


صديقةٌ، صادقةٌ في وفائها 

تريح صدرك في إصغائها 


زوجةٌ، في حياتك رفيقة دربٍ 

تحملك إلى الفردوس بكِلتا يديها 


إبنةٌ، في قدومِها نعمة الخالقِ 

سعادة الدنيا تراها في ضحكتِها 


حفيدةٌ، أغلا من الألماسِ طلَّتها 

تُنسيك هموم الدنيا في دلالِها 


جَدَّةٌ، تحتضن الماضي بكل دفئهِ 

تروي لك حكاية أصولك ومعانيها 


أمٌّ، لو ضاقت عليك الدنيا فرجٌ 

من ريحها تتنفس الطهر في أحضانِها 


أعظم مرتبة لامرأةٍ كرَّمها الله بها 

جعل الجنة في رضاها تحت قدميها 


وجعل الأُفَّ خطيئةٌ ترمى بها 

ودعوَتها مستجابةٌ من قِبَلِ باريها 


إذا رأيت الدمعةَ في عينيها 

فاعلم أنك مُخطئٌ والقلبُ يدميها  


لا تنتظر منك شيئاً إلا البِرُّ 

فالأُمٌّ يا ولدي الربُّ حاميها 


لا تعبث معها ولا تؤذي مشاعرَها 

وَهَبَتك روحَها دون أن تُكافيها 


فافرد لها جناحَ الذُّلِّ من الرحمةِ 

فواللهِ لن يَخيبَ ذليلٌ تحت جناحَيها 


عطرُ قَدمَيها من المسكِ والعنبرِ 

تذَكَّر قبلاتها لقدمَيك على شفتَيها 


صغيراً كنت وستبقى طفلها المدلَّل 

لا تظُنَّنَّ أن طولك سيرقى إلى نعلَيها 


هي العِزَّةُ والكرامةُ والفَخرُ هي 

وكل ما أنت عليه من سهر لياليها 


عندما تدعوك أسرِع إليها شَوقاً 

ولا تَدَعها تنتظر، ربما لن تُلاقيها 


ليس بعدها في الحياةِ حياةٌ 

فافرَح بكل لحظةٍ تراها فيها 


واستَجمِع منها ما تستطيع من الخيرِ 

فكل ما في الخير من الله عاطيها 


مباركةٌ إن لمستها، وإن لَمَسَتك 

يُباركُ الله في مَوضِعِ كَفَّيها 


نفقٌ مُظلِمٌ لِمن تَوعَّلَ في إِحزانِها 

ودربُ الشَّقاءِ لِمن لا يُراضيها 


طريقُ النور يبدأُ مِن وجودِها 

وقناديلُ الكَونِ تُضيءُ مِن عينيها 


فاسعَد بِوُجودِها وانهَل مِن النِّعَمِ 

وادعو إلى الله بِرَحمتِهِ أن يُبقيها 


لا تلوم القَدَرَ إن رحلت عنكَ 

واحفظ ذِكراها قبل أن تُلاقيها 


الأمُّ يا ولدي لا تشكوك إلى اللهِ 

وإن شَكَت يقلبُ الدنيا على من فيها 


لا تَكُن مِمَّن أصابَتهم لعنةَ العٌقوقِ 

ولا تَركُن إلى ما قد لا يشفيها 


واحذر، فَعَينُ الله ِ أَبَداً لا تنام 

ولا تَغفَل عن ذنوبٍ أنت بانيها 


يا ولدي، كُن لِأٌمِّك قرَّةَ عَينٍ 

ولا تَكُن هَمّاُ يُرهقها ويٌعانيها 


أضحك لها تَضحك لك الدنيا 

واحضُنها بِرموشِ عينيك وداريها 


عدنان صالح (لبنان) 

21 March 2023

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي