لو دمع عيني... عائدة قباني
لو دمعَ عيني غيوم راحَ يعتصمُ
لَواصَلت مَسجداً في قدسنا الديَمُ
لَهفي عَلى وطنٍ كم باتَ يسكنُني
قد باعهُ وقحٌ ما زارهُ نَدَمُ
وطنٌ عشقناهُ ما زالتْ مفاتنه
تسبي العقولَ بحسنٍ زانهُ الكرمُ
قد شفّني الوجدُ والأشواقُ تعصرني
وأذبلَ الجسدَ المهزولَ ذا السّقمُ
كم مرّ بي طيفُهُ صحواً وفي سِنةٍ
وساقني للبها في موطني حُلُمُ
ذاكَ الذي أرضُه درّتْ هنا عسلاً
شهداً جرى لبناً والأهلُ تقتسمُ
أسوارُهُ حُللٌ والطيبُ أنسُمُهُ
قبابهُ ذهبٌ للنورِ تبتسمُ
ومسجدٌ عبِقٌ كالشمسِ مؤتلقٌ
حمائمٌ سجعتْ بالباحِ تعتصمُ
جاسَ العدا بلدي ومسجدي أسروا
عاثوا فساداً به والحقُّ مهتضمُ
قلبي غدا نزِفٌ والروحُ في كبدٍ
أوّاهُ يا وطني ما الجرحُ يلتئمُ
عائدة قباني
تعليقات
إرسال تعليق