الحب واشياء اخرى... عصام حمي
الحب وأشياء أخرى (3)
تأليف وإعداد :
عِصام حَمي
كانَتِ السّاعةُ تُشيرُ إلى الثامنِةِ عِندَما تَوقَّفَ جلال حوّاط الكاتب الكَبير أمامَ المَطعَمِ بِسيّارَتِه ...السبور ..ليَجِدَ إمرأةً...بِكُلِّ ما تَعنيهِ الكَلمة ..وكأنَّها أميرةٌ ..أو رُبَّما كالسِّندريلا .. تلبسُ فُستانَ سَهرةٍ أحمرَ اللَّونِ ..مَع فَتَحاتٍ عَديدَةٍ ..تَشِعُ الأنوثَةُ العارِمَةُ مِن خلالِها ..ليَقِفَ مَشْدوهاً ..مأخوذاً ..حتَّى مُنقاداً كَسِحرٍ اعتراهُ.. أمامَ هذا الحُسنِ ..وَاقترَبَ مِنها ليَجِدَ الأميرة ديانا ..(هيَ كالأميرة قالها في نفسِه ) مُبتَسِمَةً له... لِيُرى مِن خِلالِ ابتِسامَتِها صَفَّينِ من لآلئ وَ هِيَ تَقولُ : شو ما عِرفتني أستاذ جلال !!
أجابها وَهُوَ يُصافِحُها : بِصراحة جَمالك دَوَّخَني...وأنْساني حتَّى نَفسي ...
ُسُرَّت ديانا بهذهِ الكَلمات ...فأغمَضَت عَيْنَيْها..حالمةً ..في عالَمٍ ورديٍّ .. لِبُرهَةٍ ..ثُمَّ تأبّطَتْ ذِراعَهُ وَدَخَلا إلى المَطعم ..
رَحَّبَ بهِ العامِلونَ في المَطعَمِ : أهلين إستاذ جلال ..
فَهُوَ كاتِبٌ مَعروفٌ ...وَيَرتادُ هذا المَطعَم باستِمرار ..
جَلسا بِجانِبِ نافِذَةٍ تُطِلُّ على البَحر ..في منطِقة[المعاملتين]..(منطقِةٌ مشهورةٌ بِمطاعِمها وبأماكِن السَّهَر ) ورائحَةُ السَّمكِ وَالشِّواء اختَلَطا بِرائِحة بارفان ديانا...
..ثُمَّ ألقيا نَظرَةً على قائِمة الطَّعام وَطلبا سَويَّةً سَمَكاً مَشويّاً ..مَعَ بعضِ المُقَبِّلات ..
وانتَظرا أنْ يأتي الطَّعام ..ثُمَّ تبادلا النَّظرات...فقَد توقَّفت لُغَةِ الكَلامِ واستُبْدلَ عَنها بِلُغةِ العُيونِ وكأنَّ عيناهُما قُبطانينِ ماهِرينِ يمخُرا عُبابَ البحرِ ..و كانَت قَد صَفَّفَت شَعرَها ..بِشكْلٍ جَميٍل ..وكانَت هُناكَ خَصلةً تَتَدلّى على عَينِها اليُسرى..كي تَتراقَصَ مع هبّاتِ النَّسيم ..فيتجَرّأ النسيمُ فيَهُبُّ فَتُكْشُفُ تلكَ العَين ..ثُمَّ ُسرعان ما تُغَطِّيها ..وَهُوَ كانَ يلبسُ رَبطَة عُنُقٍ مَعَ بَدلةٍ أنيقةٍ فَيَعمَد الكاتِبُ جلال فيَنفُخُ على تلكَ الخَصلةِ لتَظهَر تلك العَين ..لِمَرَّة أخرى ..كانَ ذلكَ يُضحِكُها ..
أمّا لُغَةُ العُيونِ فكانَت تَسألُ كُلَّ الأسئِلةِ ... المَسمُوحَةِ ..وَالمَمنوعَةِ ..لتجِدَ الجوابَ عليها ..في الحال ...
أشاحَت بِوجهها قَليلاً خَجلاً ..ثُمَّ قالت: ما أخبار الرواية الجديدة ..أستاذ جَلال ؟؟
جَلال : هه .ِ.. ماذا ؟؟
نَعم الرِّواية الجَديدة .. بدأتُ بِها عزيزتي .. والفضلُ يعودُ إليكِ ..فأنتِ مُلهمَتي ...فَقَد كانَ قَلَمي في حالةِ خِصامٍ معي ..لَكنَّكِ عَقدتِ الصُّلحَ بيننا ..
كيفَ تُريدينَ النِّهاية يا عزيزَتي ؟؟سعيدةً أم حَزينة ..
ديانا ..بارتباك : بتشَكَّرَك إستاذ إنتَ إستاذنا الكبير ..وإنتَ بتقَرِّر النهاية ..
جلال : كيفَ عَمَلُك بالبَنك ..احكي لي عَن حياتِك شوي ..
ديانا : حياتي أنا [ وهي ترجَعُ ظَهرها إلى الوراء ..ثُم تَنظُر مِن النّافذة]
حياتي متل هاالبَحر ...استاذ
يتبع
بِقَلَم : عِصام حَمي
تعليقات
إرسال تعليق