الحب واشياء اخرى... عصام حمي

 الحب وأشياء أخرى (4)


تأليف وإعداد : 

عِصام حَمي 


حياتي يا إستاذ جلال [ تقول ديانا]..مِثلَ هذا البَحر بِمَوجاتِه القويَّةِ أحياناً ..وبِمَدِّهِ وجَزْرِه...تُوِفِّيَ أبي وأنا صَغيرةٌ ..وَحَملتْ أمِّي أعباءَ تَربيتِنا أنا وأخي الأصْغَر ..فَريد  ..أطالَ اللَّهُ بِعُمُرِها ..إلى أنْ كَبرُنا ...

وتَعلَمْ يا أستاذي .. كَمْ تَكونْ الحياةُ قاسيةً على عائلةٍ بِدونِ رَجُلٍ مُعيل وأبٍ رؤوم ..وأْهلُ أبي لمْ يساعِدونَنا ..لأنَّهم كانوا ضِدَّ زواج ..أمِّنا مِنْ أبينا ...وَكذلكَ أهلُ أمّي لَم يَفعلوا ..بسببِ إختلافِ الدّين ..فأمِّي مَسيحيَّة وأبي كانَ مُسلِماً ..

أنتَ تعرف حساسيَّة هذا  الوضعِ في لُبنان على وجهِ الخُصوص  وتعدُّدِ  ..واختلافُ الأديان .. في العائلة الواحدة وَما يُشَّكِّلُهُ ..مِن تحَفُظّات ... بالنسبة لمُجتَمعنا 

جلال[وهو يشعر بالأسى ] : فَهِمتُ يا عزيزتي ...لا بدَّ أنَّهُما تزَوَّجا عن حُبِّ عارِم ..لتأتيَ ثَمَرةُ حُبِّهما ..جَميلةُ الجَميلاتِ ..وآيةُ الحُسن [ وهُو يَنظُرُ إلى عينيها ..مباشرةً ] ...

وبعدَ قليل ..

جاءَ الطَّعامُ ..وبَدأ جلال وديانا يأكلان ..ِ

كانَ جلال يأكُلُ بِتَمَهُّل ..وهُو يُفكِرِّ بِقِصَّةِ ديانا...وديانا..تأكُل وتَتَرَقَّبُ ردَّةَ فِعلِ جلال ..

كانَ الطَّعامُ لذيذاً .. باعتِرافِ الإثنين ... ثُمَّ طلبا فنجانينِ مِن القَهوة [ يَشتَهِرُ اللّبنانيونَ بِحُبِّ القهوة ]

وصارا يرتَشِفناها ...نَظَر جلال إلى ديانا ..وكيفَ أنّها رغمَ ظُروفِها ..تَمَكَّنَت من إكمالِ دِراسَتها ..هذا يَدلُّ على إرادةٍ وعزيمةٍ ... كبيرَتينِ

سأل جلال : وماذا يَعمَلُ أخوكِ ...فَريد ..هَل بدأ بأخذِ مكان أبيهِ في إعالَةِ الأسرة ؟؟ 

فاجأها السُّؤال ..وكأنَّهُ فتح باباً آخَر ..للحزن ... 

ديانا : أخي فريد ..آه .. يا أستاذ ..هذا جُرحٌ ..مفتوحٌ في العائِلة ...


يتبع

 

   بقلم : عِصام حَمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي