يا شهيد العروبة..ادريس العمراني
يا شهيد العروبة بعد رحيلك
البسمة هجرت المنازل
الأماكن ملت من بعضها
القصيدة زمن تكبله الفواصل
تبكي حضها تبحث عن عنوان
المقصود طيف وراء الجدار
والشمس باهتة وراء الستار.
و لا زال لم ينته الحوار
الليل بلا نهاية
أعار حلكته للنهار
حتى العصافير خارج الأوكار
فقدت كل المنافذ
أعلنت العصيان
عافت خيوط الفجر
راقها ثوب الحداد
و تكسرت الاجنحة
تحت سماء مغلقة
تعانق لون السواد
يغطيها بارود الأوغاد
تبحث عن اسم لها
في قائمة النسيان
بعد غيابك يا شهيد الأقصى
الدخان دم يملأ الصدر
يرسم على الجدران
رجفة الأصابع المشلولة
يلوث صفحة الفجر
المنفية وراء سقف المنابر
و لا زال الحلم جنينا لم يكبر
و في حضن الأرامل
ينام نصف الحلم
و النصف يتيما
تخنقه الخنادق و المعابر
و على أكتاف النوافذ
ينام ثقل الانتظار
ايها الشهيد
لا زال في غيابك الفجر بعيد
و المواسم عاقر
لا فرحة فيها و لا عيد
خارج طقوس الزمان و المكان
يتكرر فيها الهدوء والصمت
عقارب الساعة في ارتباك
تكسرت فيها ٠معاني الوقت٠٠
الأيام بداية لا تعرف النهاية
كمعزوفة أنهكها التكرار
وعلى وسادة الانتظار
يوم بعد يوم تتقلص المسافة
بين النوم و اليقظة
وحدها خيوط المنافي
تتشابك و تتعانق باستمرار
لا حديث إلا على الحصار
يا شهيد الأرض
هذا بعض من قسوة غيابك
أبحرُ في بريق عينيَكَ كل يوم
كيف انساك او ينسيني الغياب
كيف انسى االغائب
ولي فيه فؤاد
تطوقه الجراح من كل جانب
ادريس العمراني
تعليقات
إرسال تعليق