فلسفة الفقر..ادريس الصغير
فلسفة الفقر
الليل سادلٌ.. رمشه
والنّاس نيام
أطفال.. بلونْ
الشّحوب
وبلونْ ..
الظّلام.. يرقصونْ
كما أزهار.. الرّبيع
على مقطوعة
الصّقيع.. يحملقونْ
في وجه.. الإملاق
يضحكون... ينسون ْ
نحيب الجوع
يتناسونْ،
براثين الألم،
على الرّصيف،
قطعة خبز
جففها.. الجليد
تهرول.. لها العيونْ
لاأحد يصلْ !
إلى ارتشاف.. الهزيمة
المرّة..الخوف
يحاصر الثّغور
الحامضة.. من لسعة
الجوع.. عاصفة
من الأنينْ
بين كثيب.. الليل
المَرُورْ
ولفحة البؤس.... الأحرشْ
ورهبة الألم.. والينونْ
الضّجِر..
من صهلات.. الحزنْ
المتمسكنْ
داخلهم
لُكْنٌ يربط.. البوح
عن المنطوق
لا أحد يصل!
عيون الطفل.... ساجدة
يرفعها مُثقلةٌ
ليس.. هناك غير
أبجدية الصّمت
الأبكم.. السّجينْ
القطعة تذوب
تحت زخات.. الأنواء
كملح اليود.. تذوب
تحت.. خشخشة الفضولْ
وتحت نهمة.. الحزنْ
في مدرسة.. الفقراء
يرسم المعلم.. بالطّبشور
على السّبورة
وجها عبوسا... يائسا
كئيبا.. يكتب
على السّطر
تمشي.. وقد أثقل.. الإملاق ممشاها
اعرب الجملة
وضعها.. في القصيدة
ضع.. لها عنوانا
يسجل زيد،
أو عمر،
أو الحباب،
لا أتذكر أسماء..
من كتبْ،
على.. دفتر البؤس
الرّث.. يكتبُ
لا محل لها.. من الإعراب
إسم.. في خلايا.. النّسيانْ
لا أحد.. يصلْ !
إلى قطعة.. الخبز
المعفرة.. بالجليد
الأبيض.. الدّاكنْ
سيارة فارهة.. تتوقف
ينزل منها.. رجل
وجهه القنديل.. يشع
منه زهد.. الدّراويش
جبهته.. مختومة
من أثر.. السّجود
بلون.. البنْ
يتقيء،
الكلّ ينظر،
هل.. سَيُدخل يده؟
في جيبه،
يهز رأسه.. أسفا
ثم ينصرف،
يختفي.. وراء الظّلام
المبهم..يشتعلْ
قلب.. الطّفل
الخجولْ،
لا أحد.. يصلْ !
الجوع يبلغ
مرامه.. والطّفل
لازال.. يخادنْ
قطعة الخبز؟
تمرّ ساعة،
من الزّمانْ،
الكلّ يحاول،
أن يثبت.. للحرمانْ
اهتمامه.. بقطعة الخبز
لكنْ ..
لا أحد.. يصلْ !
ينظر.. إلى سترته
البالية.. حذائه
الضّاحك..
يضحك.. من حذائه.... الضّاحك!
يحاول.. أن يضحك
على سخرية.. الزّمانْ
لا أحد... يقترب منه
وَتْرُ الآسى.. يعزف
على جرح.. الفقير
يتزينْ..
للفجر الجديد،
دخان البورجوازية،
يخنقه.. لا يريد
أن يكون.. ثريا
قد تقتله.. التّخمة
أو يعفنْ،
سكة الجليد،
ما زالت.. تنخر
في جلده،
تزرع.. في نفسه
بذور اللعانْ،
فوضى الشّوارع،
تنسيه الجوع،
يجري.. بين السّيارت
يلتقط سيجارة،
عليها.. تاج الفخامة
يدخنْ،
يفرح..... يجري
يسبق نفسه.. المثخنة بالنظرات
إصبعٌ.. يشير إليه
من بعيد...... المجـــــــــنونْ
تزداد سرعته،
يسبق.. ظل الشّمس
يركض.. من أجل
أن يصل.. لكنه
لم يصل... يقتنْ
جسمه كغصنْ،
الشّتاء..
يبحث.. عن قطعة
الخبز.. من جديد
لكنه متعب،
لم يعد.. يستطيع
أن يبحث.. عنْ الغد
الرّمادي.. الدّاكنْ
كلّ النّاس.. يعرفونْ
أنه فقير،
وأنه.. يبحث عنْ
نفسه... في نفسه
وأنه.. لم يعد
يصبر.. على تطاول
المتطاولينْ،
لكن.. مع هذا
لم يصلْ.. إلى قطعة.. الخبز
جنْ..
ينساب.. الزّائر الجديد
تحت أجندة.. أمم
الدراويش.. بهلولْ
يخترق المألوف،
لعبته ساخنة،
ثوبه.. قزحي الألون
يطرق.. باب الجرح
جرح.. الحرمان
لا أحد.. يتكلم
الكلّ مشدود،
إلى قطعة.. الخبز
ينتبه البهلول،
بل الدّرويش... لا أعرف
قد يكون.. وقد.. لا يكون جائع
يقترب.. من القطعة
يبتسم.. يرميها
إلى البعيد،
يجري.. الطّفل صوب
القطعة.. لكن لم يصلْ
مات قبل.. أنْ يصلْ !!!
إدريس الصغير الجزائر
جويلية 2017م
تعليقات
إرسال تعليق