نوافذ على الجرح..مصطف الحاج حسين
* نوافذُ على الجـُـرح ...*
شعر : مصطفى الحاج حسين .
لو أرسمُ الجـُـرحَ
كم أحتاجُ من دروبٍ ؟!
وإلى مدى لا يضيقُ ؟!
وكم محيطاً وبحراً عليّ أن أنسجَ ؟
وكيفَ لي ..
أن أحفرَ الأعماقَ !!!
وكم نجمةً سأنزفُ ؟
كيف لي أن أرسمَ الجرحَ ؟!؟!؟!
جرحٌ يتسامقٍ كالأفقِ
يمتدُّ من خطوتي إلى رؤايَ
يحمحمُ باللهيبِ
ويفورُ بالغصّةِ
جرحٌ يشبهُ الأحداقَ
يحدّقُ في انتظاري
يا نجمةَ الصّبحِ أطلّي من نوافذِهِ
يا امرأةً تمرحُ في سهوبهِ
تهلّلي إن يصرخ القلبُ
جرحٌ يغوصُ في الشّوارعِ
يسألُ عن رغيفٍ وتبغٍ
يزاحمُ الطٌابورَ ليشتريَ الضّمادَ
جرحٌ يلعقُهُ السّمسارُ
ينهشُهُ الطّبيبُ
تبتزُّهُ ثعالبُ المؤسساتِ
يتضوّرُ في دمعةِ الأطفالِ
تصطكُّ عظامُهُم من البردِ
والأمُّ تشعلُ ضفائرَها لتدفئَهُم
تحتطبُ صدرَها المنخورَ
وبائعُ المحروقاتِ .. يتاجرُ بالماءِ !!!
جرحٌ بحجمِ المدينةِ
يمتدُّ من لثغةِ الطّفلِ
لرعشةِ الشّيخوخةِ
جرحٌ يزمجرُ كالعصفورِ
سيجتاحُ هذا الليلَ
وينسفُ هذا الصّمتَ *.
مصطفى الحاج حسين .
حلب..عام1986م.
تعليقات
إرسال تعليق