الطريق الى المستقبل...كتبها الشاعر جرجس لفلوف

الطريق إلى المستقبل.........(سفر الأحلام)
كانت المرحلة الأخيرة  من الطريق إلى المستقبل طويلة وقاسية فيها من الجدية بقدر ما فيها من العبثية.كانت تراودني الاماتي والاحلام والتحديات.
كنت أسافر مع أحلامي فأرى أمامي حقولا خضراء مزهرة حينا وحينا ارى صحراء مجدبة يجرح شوكها كفي ولا اجد ما يوقف النزيف ويدمي رملها قدمي وانا مجبر على متابعة المسير وحيدا دون معين. كنت العب واتفاعل مع الحياة وامارس أنشطة رياضية واجتماعية مع الرفاق في قريتي والقرى المجاورة ومع هذا كنت أرى نفسي أسير مع حلمي داخل كهف مظلم لا أرى فيه سوى بصيص نور يطل من بعيد يتطلب الوصول إليه جهودا قاسية لا اعرف إن كنت ساصل إليه ام لا
كنت دائما اتبادل الأفكار مع الرفاق ونناقش أمور المستقبل ونتقاسم الهموم والأفراح ونسرح في خيالنا ونضحك أو نبكي لا فرق بين الضحك والبكاء
 كم كان مسار الرحلة طويلا  وقاسيا رغم جماله ومتعته ووعورته ملأ قلوبنا بالأمل والحب والخوف وعقولنا بالعلم والمعرفة وكم احن إلى تلك الأيام البعيدة وذكراها وكلما نظرت الى الوراء اراها كدمية جميلة في حضن طفل يلاعبها وهو يضحك فرحا بلعبته
نلت الشهادة الثانوية وانا بعمر الثالثة العشرين وتخرجت من مدرسة الكتب إلى مدرسة الحياة. و دعت المعلمين وذهبت إلى معلمين جدد على رأسهم العقل والإرادة وحسن الاختيار والتصميم على النجاح .تسلقت قطار المستقبل وجلست على مقعد طالما حلمت الجلوس عليه وطالما هيأت نفسي للعمل في فضائه من أجل بناء مستقبل وحياة أفضل وأكثر راحة
نظرت إلى الحياة فرأيتها عروسا ساحرة جميلة تأخذك في حضنها تدفئك إن عرفت كيف تلاعبها وتمتص لبن ضرعها وترتشف الترياق من ثغرها وتصغي وتفهم كلماتها وتعابير ها. أما إذا ضللت الطريق فلا بد أن تغوص في ثلوجها وتجمد عقلك وتعمي عينيك وتغرق في مستنقع الخسارة والفشل
أسندت راسي على  صدر هذه العروس الساحرة وتركتها تعزف الحانها ووقفت أمام باب مدرسة الحياة كسنديانة خضراء تستعد لاستقبال ضيوفها من الطيور لبناء اعشاشها ومن الناس لتستظل بظلها وهي تستعد لطرح أزهارها وثمارها 
هي الحياة حلم تسافرمعه وأمنيةتريد تحقيقها وعمل جاد وارادة وتصميم على النجاخ
جرجس لفلوف سورية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي