الجزء الرابع عشر....بقلم زرقاء اليمامة
الجزء الرابع عشر
قرارك جريئ ياملاك، أن ترفعي تحدي التغيير الجذري ، ولكن من أين ستبدئين ؟ وما الذي ستغيرينه تحديدا ؟ ولماذا؟
عادت الأسئلة لتفرض نفسها بقوة من جديد ، و باتت الأجوبة الآن أكثر تعقيدا وتباينا وتداخلا ،مما أفقد ملاك القدرة على التمييز بين الصائب والخاطئ منها، وحتى إمكانية التركيز على فكرة واحدة_كما يفترض بالتفكير المنطقي أن يكون والإلمام بكل
جوانبها _ صارا أمرا صعب المنال ...ما العمل ؟
الحل بسيط يا ملاك ،عودي إلى سلاحك القديم ، الذي خضت به كل المعارك دوما ، سلاحك الآن القلم والقرطاس ، دوني شتات الأفكار ،قيدي كل الشذرات والخواطر ، سجلي الأسئلة واعتقلي الأجوبة فور ظهورها للوجود ، افضخي كل الشكوك و الظنون ....
هكذا كانت ملاك تكتب ، بجنون وبوعي وبلاوعي ، الأهم أنها كانت تفرغ ذاكرتها المثقلة ، تخطها حبرا على الورق ، وتعود لتجمع شتات المكتوب لاحقا في قوالب نثرية أو شعرية أو تدوينات .....
بعد عملية الإفراغ هذه ، التي لم تدرك ملاك قيمتها إلا فيما بعد ، بدأت تتضح معالم الأزمة ، وآليات حلها لن تكون غريبة عن المجال المهني الذي تجتره ملاك يوميا مع متعلميها . لجأت إلى استعمال عدة بيداغوجية توضيحية هي الجداول، جدول بأربع خانات ، في الأولى قامت بجرد تصرفاتها أو تضحياتها مع محيطها، في الخانة الثانية حددت تفسير و قراءة مقربيها لهذه التضحيات ، في الخانة الثالثة استخلصت ردود فعلهم على كل تصرفاتها ، وفي الخانة الرابعة والأخيرة قدمت خطة تقويمية لكل تصرفاتها الخاطئة ،وتعديلا لسلوكها لكي لا تكون في موقع الضحية ،بل لتصبح مفيدة ومستفيدة في نفس الوقت .فجاء قرارها الأول صادما لمحيطها ، حيث قررت أن تحيط نفسها بدائرة مغلقة تحمي بها خصوصياتها ،
وهي التي كانت كتابا مفتوحا أمام الجميع ، الكل يتدخل في حياتها ، على علم بصادراتها و ورداتها .
ولى زمن الإشهار ، حياتي حرمة لن يطأها أحد بعد اليوم، ولن أسمح لأي كان مهما علا شأنه ان يفرض رأيه علي ، أنا من سيقرر وأنا أدرى بمصلحتي، قرار أغضب الجميع وأثار الشكوك والشوبهات، ولكن ملاك تصدت لكل محاولات الاختراق ودافعت عن حصنها بشراسة .
تعليقات
إرسال تعليق