لم تاخذ شهرزاد.....بقلم ماجدة رجب

لم  تأخذ  شهرزاد إلاّ بعض ممّا روادها من حلم طفيف،لم تتمتع سوى بفاكهة هشّة من طيب الكلام زالت في الحين،لم تغفو إلاّ القليل القليل ولم تهنأ سوى بنوم باهت على وسادة  متعبة من ريش مشتعل بالأنين أرّقته السنين ، تحت روائح طين يقتله الحنين،،

لم تفرح شهرزاد بالتحافها وهج الضوء ولا طربت بظلّ خيام الياسمين ...

شهرزاد،أحبّته لأنّه يشبه القمر في صفوه،،حين يضيء عتمة ليلها فينسيها. الخوف و سواد ألمّ بقلب حزين،،

شهرزاد،،عشقته لأنّه يشبه النخيل في صبره وشموخه،يظلّلها في كل حين

،،،أحبته لأنه يعطرها بأنفاس الفجر كلّما جفّ قلبها من حرقة وغصّة  في النداء،،،

أحبته لأنه ينحني يقبلها بلطف فيجبر كسر لم تجبره السّنين...

شهرزاد،،أحسّته ،، لأنّه يقرأ عينيها ويرى ما لا يراه غيره فيها  من وجع الفصول و يحرس كحلها حتى من رموش قد تخون ولو بماء وملح حرّ يحرق فيسيل ليخفي ما  بين الجفون...

شهرزاد....
   أحبّته لأنّه يفكّ أزرار  المطر ليطهرها بعذوبة الماء ويغتسل معها من وجع دفين...

أحبته لانه يحوك لها غيمات تظلّلها حين  يختفي الظل ويطول الطريق...

شهرزاد قصّة لا تنتهي حتّى وان انطفأت المساءات أو غفت النجمات، أو ارتبكت المسافات أو سكت الماء واعتذر عن سيره..

شهرزاد قصيدة حالمة يربكها ليل اذا طال ،لكنّها تستفيق عند كل مطلع فجر بصور الفتنة والجمال،فتغتسل بالندى لتعود نضارتها كما في أول نيسان...

شهرزاد  طفلته  المتمرّدة معه  ومع  تاريخها ،،،بداخلها جنائن غناء  وبساتين فرح  لا تنطفئ،،

شهرزاد تعود لتغنّي من جديد  أناشيد رددها  ولا يزال يرددها كلّ العشّاق حين يسدل الليل ستاره المجنون....

بقلمي ماجدة رجب