زيف الحياة...بقلم سامح ارطبون العرب

نعود مع القصة بعنوان
زيف الحياة
 وطوق النجاة
🙏🙏🙏ه🙏🙏🙏
كان سيد رجلا مجتهدا يكد ويعمل بكل همة فلقد نشأ في عائلة لا تعرف غير العمل وكانت طبيعة عملهم قاسية بطبعها .نعم فهي مهنة الهدم (الهدد)بالمصري كما تعرفونها وكان سيد يسافر لأقاربه بمدينة مجاورة لمدينته وفي مرة من هذه الزيارات رأى فيها سيد فتاة ريفية جميلة فأعجبته وأراد أن يتزوجها
وبالفعل ذهب لأهلها وتمت الخطبة ومر عامان وهو يعمل بكل طاقته ليتزوجها
وتم الزواج وأنجبت منه طفلا إسمه أحمد
كانت زوجة سيد طموحة بلا حدود تريد السكن الأكبر والأساس الأغلى وسيد يريد إسعادها
وهنا وجد سيد نفسه لا تطيق طموحاتها
فقرر السفر لدولة الكويت
وجمع كل ما يملك ليسافر في رحلة كفاح طويله
وفي عامه الأول أرسل مبلغ من المال مقسم على نفقة البيت عام وزيادة والباقي لإدخاره
ويمر عام بعد عام والغربة تأكل من صحة سيد
ويرسل المال وبعد ثلاثة أعوام
 نزل سيد لبلده وزوجته وابنه وأهله
 دخل سيد منزله في شوق وحنين وترحيب من أهله وزوجته وبعد أن استراح أخذ يسأل زوجته عن الحال وكيف كانت تسير الأمور وهي ترد عليه دون أن تخبره شيئا عن ما أرسله ليدخره
ثم سأل سيد عن ذلك وهو يظن أن ماله في أمان
فقالت له لا يوجد شيء من المال
 فغضب سيد وقال لها كيف ذلك وأنا أرسل لك ما يفوق مصاريف العام فقالت له في حالة باردة هذا ما حدث وما هو ذنبي
 وهنا وقع شعور بمرارة الغربة لسيد
لكنه لم ييأس وقرر السفر مرة أخرى ولكن هذه المرة قرر أن لا يرسل بدون حساب وتمر الأعوام وسيد يرسل المال على مقدار المعيشة فقط
وبالفعل ادخر سيد مبلغا كبيرا في خمسة أعوام وبعدها نزل لأرض الوطن واشترى بيتا كبيرا وأساس فخم وأرض ولأنه طيب القلب كتب كل شيء بإسم زوجته ثم سافر وطالت به الغربة والزوجة تطلب من جديد مزيدا من المال فطاوعها وأرسل لها إلى أن قرر العودة مرة أخرى وأخذ يسأل زوجته عن الحال والمال فانكرت وهنا غضب سيد واستشاط غضبا كالبركان
يفور وينفجر ثم أحضر أهلها وأخذ يحاسبها أمامهم
لكن خيبة الأمل أتت مع طعنة الغدر قاتلة
ثم أتت صدمة أخرى لا حسبان لها
 مفاجأة من العيار الثقيل
الباب يطرق
من الطارق
أم محمود التي باعت لكم الأساس الجديد
فتح سيد متعجبا ما الخبر
قالت اريد حق الأساس الجديد فزوجتك لم تدفع لي
وقالت أنك ستدفع عندما تعود
 سيد في حسرة
منبهر مما يسمعه بعد كل هذا مديون
لم يمتلك سيد من الحيلة شيء غير أنه يسلم للواقع المر
لكنه قرر أن يفتح كافيتريا  ولا يسافر مرة أخرى
وبالفعل تم إيجار كافيتريا  على طريق للسفر
وتم العمل بها ونجحت الفكرة ورزقه الله منها خيرا كثيرا وكانت الحياة مع زوجته في أمان حينها
ثم أتى لسيد إتصال فيه خبر وفاة أمه
فسافر سيد لبلدته وقام بحضور العزاء
وفي عودته إلى الكافيتريا التي يديرها
حدث أمر عجيب وغريب
 وجد سيد ضابط ومعه رجال الشرطة وذلك عند وصوله بالضبط فقال لهم سيد خيرا ما الخبر
قال الضابط أنت تتاجر بالمخدرات
فتبسم سيد وقال سيادتك تعلم أن الكافيتريا هذه الوحيدة التي ليس بها ممنوعات وممنوع فيها حتى شرب الدخان
فقال الضابط له اصبر لنرى
دخل الضابط لمكتب سيد بالكافتيريا مباشرة دون تفتيش أي مكان آخر
وفي مكان معين بالمكتب استخرج الضابط كيسة ملفوفة وبها شيء من المخدرات
سيد لا يصدق نفسه الأمر بغاية الغرابة وكأنه مدبر بليل القضية بدت ملفقة
سيد ليس معه مبالغ ماليه
فوضع له الضابط عشرون جنيها
وصل الأمر للقضاء
وسيد لا يصدق ويقول حسبي الله ونعم الوكيل
 وقبل المحاكمة كانت الفاجعة الرهيبه
إنها زوجته من خطط لذلك وقد أتت للمساومة على طلاقها بعد أن أخذت كل ما يملك وتقول له هي وأهلها طلقها ونحن نخرجك من هذه القضية مثل الشعرة من العجين وهنا تماسك سيد وتمالك نفسه
وأدار وجهه عنهم والدموع بعينيه
 قائلا لي رب يفعل ما يشاء بي
ونادى حاجب المحكمة قائلا محكمة
 والقاضي الموجود معروف بشدته وغلاظة عقوبته
وكان يسبقه ثلاثة رجال الأول عشرون عاما من السجن والثاني خمسة عشر والثالث خمسة عشر
ثم قال القاضي يا سيد هل هذا هاتفك الثمين
وهل هذه العشرون جنيها لك والمخدرات قال سيد الهاتف لي وأنا اشتريته من دولة الكويت عندما كنت اعمل بها فنظر القاضي للهاتف وتأكد له صدقه
فقال القاضي والعشرون جنيها
قال سيد وهل من يتاجر بالمخدرات يكون معه مبلغ زهيد مثل هذا ثم بكى
 وقال والله العظيم مظلوم
وهنا أشار له القاضي ليصمت
وتشاور مع مستشاريه ثم قال براءة يا سيد
خرج سيد ليجد كل شيء تبدد وتبدل والضابط الذي لفق له القضية يحذره ويتوعده
 ومرت أيام مهلكة على سيد وهو صابر محتسب
ثم تغير الضابط الذي لفق له القضية وتم نقله
 واتى ضابط صالح مكانه
وقابل سيد الضابط الجديد وقال له يا سيد ارحل عن هذه البلدة فالشر ينتظرك
اقتنع سيد وقرر الرحيل عائدا لمدينته
ولعمل أهله المتوارث في الهدم وبالرغم من كل ما حدث كان سيد يرسل المال لطليقته فما أطيب قلبه
دارت الأيام وسيد يرسل المال لطليقته وكأنه لم يحدث شيء من قبل ويقول مهما حدث فهذه أم ابني
وفي يوم كان سيد يمارس عمله في الهدم
وفي طرفة عين سقطت الشرفة به من الطابق الخامس
سيد ينزف و حالته حرجة
تحطمت عظامه
الكل يجري به في حالة فزع
ثم يدخلونه لغرفة العمليات وهو في غيبوبة
وبعد أيام يستفيق من غيبوبته
لكن حالته تحتاج لمعجزة
قال الأطباء له ستحتاج لمجموعة عمليات حتى تعود عظامك لموقعها الطبيعي ثم ستكمل حياتك عاجزا على كرسي متنقل
 بكى سيد وقال يا رب ليس لي إلا أنت
ثم قام أحد الأغنياء بزيارته وقال له لا تحزن
سوف أتكفل بجميع تكاليف عملياتك مع جزء من الدولة
فنزل الأمل على قلب سيد
وهو يطمع في رحمة الله لا غيره
ومرت الأيام وتم تجهيز أوراق سيد للسفر
وفجأة قامت ثورة بالبلاد حالة عامة من الهرج والفوضى ضاعت فرصة سيد في السفر
لكن أمله في الله لم ينقطع
 وفي لحظة صدق مع الله
نزلت دموع سيد وهو يقول يا رب أنت تعلم أني لم أظلم أحدا بحياتي ولكني ظلمت ورضيت بعدلك
فاللهم بعلمك أني مظلوم اجعلني امشي بين الناس
وحدثت المعجزة الإلهية تحركت أصابع قدمه
سيد يذرف دموعه لله والله مجيب الدعاء
الله أكبر الأطباء عجزوا عن التفسير
والله هو العلي الكبير
تمر الأيام وسيد يتعافى
سبحان من يحي العظام وهي رميم
ومازال سيد للعطاء رمز لا يؤذي أحدا
قلبه مطمئن بذكر الله مؤمنا بقدرة مولاه
وأنه وحده من انجاه
فسبحانك سبحانك يا الله
انتهت القصة ولم تنتهي العبرة
🙏🙏🙏🙏🙏🙏🙏🙏🙏🙏🙏🙏🙏
بقلم .سامح محمد حسن علي حراز
🙏🙏🙏🙏🙏🙏🙏🙏🙏🙏🙏🙏🙏زيف الحياة....بقلم 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي