مقال سن الأمل.... للا ايمان الشباني

 **  سن  الأمل 


ثقافة لم تعلمها  الجدات و الأمهات لأولادهن بدعوى الخجل، فغدا مسكوت عنه، مع أنه موضوع قد تناوله القرآن و السنة  في أكثر من موقف ... وهي حالة  طبيعية تعيشها الأنثى ولكن للأسف لا تلقن في الأسرة أعراضها ولا ما تعيشه البنت أثناء حدوثها ، لكي يدرك من معها أنها حالة تحتاج لتعامل خاص، فتتعود عليها الفتاة منذ البلوغ. وكذلك يتعرف عليها من يعيش معها في البيت ليقدرها و يعرف  كيف يتصرف في حالة تغيير مزاج البنت او التعب الذي يحصل لها أثناء العادة الشهرية. و كذلك  مرحلة ما قبل الإنقطاع  أو بعد الإنقطاع فيكون كلا الجنسين في الأسرة مهيأ للتعامل معها بحكمة وتعقل. سواء بالنسبة للأب او الأخ او حين يصبح زوجا يكون قد تشبع في أسرته بقيم التعامل مع أخته و امه ليكون رحيما بزوجته وابنته فيما بعد . 

هي ثقافة نفتقدها مع كامل الأسف . ففي مجتمعنا العربي نجد أمورا كثيرة قد لا يفهمها بعض الرجال او  لا تتفهمها بعض الأسر و كثير من الناس لجهلهم بها أو لترسب أفكار  تخلفت  عندهم من تربية غير منصفة للانثى لقلة المعرفة و سوء الفهم. وبقي رهينا لفكرة عدم البوح بالحالة و تأثيرها على نفسية المرأة عموما. خجلا بحجة لا يحق الحديث في مناقشة موضوع الطمت جهرا وشرح حالته. لكن العيب هو مانراه يحدث مع التطور الحاصل في المجتمع ..


  إنهم  لا يحاولون  البحث عن مصادر الأشياء أو المعلومات أو  الوقائع.  ومن هنا يمكن القول أن الحالات التي تعترض بعض النساء بعد فترة غير محددة من عمرها قد تبدا من أواسط التلاثين إلى ما فوق الأربعين . رغم أن  الأنثى  تعمل في بيت أبيها  وقد لا تتزوج، و تقوم بمهامها في بيتها و تحاول ان تسعد زوجها بكل ما أوتيت من طاقة و جهد وتحاول إرضاءه عندما يصيبه المرض أو  عندما يحس بالقلق أو الأرق. ولكننا نتأسف على  ثقافة مغلوطة، تلك التي أخذها بعض الرجال من السلف، او من أهاليهم عن الأنثى  او عن الزوجة. بالضبط حينما تحس بالتعب حينما تأتيها حالة اكتئاب بسبب انقطاع الطمت  قبل الأوان حينما تقول : لا و بصوت عال بعد صبر  او كثرة الضغوطات الأسرية والنفسية الذاتية، أو بعد طول عشرة  دون اعتبار لما تقوم به ،عندما تكون  بحاجة إلى عزلة مع الذات لفترة من الشهر قد لا تتجاوز تلاثة او أربعة أيام.  الزوج لا يعرف السبب ولا يبحث عن سبب التغيير  الذي يراه في زوجته، و الذي يكون بسبب  ما يظهر عليها من  اعراض واضحة، نتيجة لحالة تعيشها الزوجة او المرأة على العموم في مرحلة من مراحل عمرها.

 إنها  لا تختارها ولا تدرك أيضا  بعض النساء كذلك خطورتها او كيف تتصرف عندما تعيش  ذاك الموقف.

للأسف لم نتربى على رد الجميل حين تكون تلك الأنثى بحاجة لدعم نفسي من أقرب الناس إليها  و دون الحاجة لطبيب نفسي ...يكفي أن تسمع كلمة طيبة ، وأن تشعر بإحساس من معها بما تعانيه داخليا جراء التغيير الهرموني. و الفيزيولوجي و التغيير المزاجي ..عوض ان تجد عنده السخرية و  الإحباط ،و عبارات التنقيص  " انت دائما تشتكي العياء "

إن الأنثى عند البعض لا يحق لها أن تنزوي لأنهم لا يفهمون سبب عصبيتها و انفعالاتها.  لا يدركون ما تأثير تلك المرحلة، ولا يقدرون خطورة ما قد تسببها إن لم تتداركها ...

يجهلون معنى سن اليأس ومن أين أتت  العبارة ؟ مع العلم أن العبارة يجب أن تسمى :  سن الأمل أو مرحلة النضج او مرحلة العطاء  ...


للأسف فالأنثى تجاهد و تكون بذاكرتها أنها تعطي لتحس العطاء وقت احتياجها له لكن تصدم بالواقع الذي تعيشه و تبقى آثاره عميقة على نفسيتها إن لم تقدرها و لم يفهمها الآخر.  إن لم يحس من معها أنها بحاجة لراحة  تشحنها لتعطي أكثر وليس لإحساس يجعلها تحس باليأس، وانها لم تعد تعطي وانتهى دورها، للأسف يجهل بعض الرجال ان تلك المرحلة هي سن العطاء العاطفي أكثر وهما بحاجة لبعض أكثر من ذي قبل حيث تنتهي مشاكل الأبناء و كبروا  وذهب كل واحد منهم الى عالمه الخاص.

  إنها دورة الحياة... وعوض أن يكون الزوج رحيما ودودا تجده لا يقدر ما قامت به في شبابها معه، وينسى أنه لولا جهدها وعطاءها الدؤوب ما كان  في الأسرة توازن...

فلا تنسوا الفضل بينكم ...


** للاإيمان  الشباني.

مستشارة أسرية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي