الاشراق السادس... فتحي الخريشا

 .                                 ★ * ٱلْإِشْرَاقُ السَّادِسُ * ★

 هي ذي الشّريعة الإنسانِيَّة النّورانِيَّة من معتقدُ الإنسَانِ الحرِّ متجددة وقابلة للتطورِ والنّماءِ ما تقدم الإنسانُ على دربٍ لضِياءٍ وٱرتقىٰ على مِرقاةٍ لنُورٍ وذلكُم من خلال الّذين لعَرِيشِ الحِكْمةِ إنتقاءً تصْطَفُون ★ كذا كلٌّ منكُمْ بفرديَّتِهِ ينتخب لنفسِهِ ما يشاء بٱلتزام قاعدة عدم التعصب وإلحاق الضَّرر بالآخرِين ★ وإنَّ الشّريعة النّوراءَ هي فوق عاليًا تقفُ على الأديانِ كافة والمُعتقداتِ والمذاهبِ والطرائِقِ وعلى الأفكار على ٱختلافِهَا وتنوعِهَا لأنَّهَا تجيزُ لكلِّ إنسَانٍ أنْ يَبقىٰ في ما يَعتقدُ ولكن بتقدمٍ قُدَّام في ٱعتناقِ رُوح الإنسانِيَّة المُجنحة لِسُكْناها في مُعتقدِها الإنْسِيّ وكلُّ الٱرتِقاءِ للذي يعتنق بٱلْإِيْمَانِ الإنْسِيَّةِ مُعتقدًا خالصًا لهُ عن أيٍّ كان من فِكرٍ ودِيْنٍ وعمَّا عن سُوءِ حصِيرِ إعتِيَامٍ يَتوَّهم المُتوهِمُون ★ بل حريَّة الٱختيار أَوْلَىٰ فأَوْلَىٰ لهدم الأبَاطِيلِ وكلَّ مُتداعٍ إذ النحرِيرُ الأمِينُ لا يلت الأخادِيع هدمًا لخسفة الٱنهِيَارِ وكما الفأسُ والمعولُ بيدِهِ للهدمِ والبِناءِ كذا الغربال للتنقيةِ لجمال النَّسَقِ وكمالِ الإتزان والطُّوبَاءُ للكامِلِ الذي يستقم وفاءً بتمامَةِ الصِّدقِ للمُعتقدِ الإنْسِيِّ بلا شوائِبٍ عليهِ من زيغٍ وزيفٍ وبلا باطلٍ يُمتح من خورِ ضعفٍ وضلالِ أوهامٍ ★ إنَّ الٱرتِقاءَ سُنة الطَّبيعةِ أوليست الأغصانُ الجديدةُ في أعالي الشَّجرةِ تنمو على الفُرُوعِ نديَّة نحو الضِّياءِ كذا الغصنُ حين يجفُّ وحدهُ الأعمق إحساسًا بجفافِهِ وموت النَّسغ فيهِ مُتأكلا يَسقط من تلقائِهِ عن فرع الشَّجرةِ فلا أثمار عليهِ ولا أوراق كما الثمرةُ العطِنةُ لا تثبتُ مِمَّا يستدعيكم ناشف العسَالِيجِ تحريرها لموقد النَّارِ عن الجذعِ فكما الغصنُ اليَبِيسُ كذا الفروع وكذا الشَّجرةُ التي جذورُها فسدت فبالحرِيُّ قطع الفاسدَ قبل التقليمِ وإجْتِثاث كلَّ بَائِرٍ تلِيفٍ ★ وحين تسيرُون نحو قمَّةِ الجبلِ العالي براسخةِ إخلاصٍ لا لن تعثركُم أتربةُ السَّفحِ وحصىٰ معارجِ الصُّعُودِ كذا الطّودُ العظيم معتقدكُم الإنسيِّ الأثمن وما خلاهُ بعض ذراتِ ترابٍ وشذرات حِجَارة وحصَياتِ صُخُورٍ على شاطئِ الحيَاةِ إذ الإنسَانُ الكامِلُ لهُ رتبة السُّموِّ لدائِمِ الٱرتِقاءِ فما الإنسانُ الذي وإنْ على أوَّلِ الدَّرجَةِ سِيّ بَشرِيِّ وأبْشَارٍ على حطيطِ دركةٍ ودركاتٍ والطُّوبَاءُ لنعم كُلِّ خيرٍ للإِنسِ أولئِك النّورَانِيِّينَ ★ ألآ ليْسَ لِأحَدٍ أنْ يُوزع مفاتيح الخلاصِ وفي معصميهِ القُيُود رافضًا أنْ يَتحرر مِمَّا أركسهُ مخبولا على وَخمَاءِ العماوةِ ومِمّا عنقهُ تطوق بأطواقِ العُبُودةِ لأنَّ وللحقِّ تلَّوت السُّبلُ على أكثر النَّاسِ للضَّلالةِ على الأثرِ ولحوشةِ القطيعِ ومَنْ على لفيفةٍ يَلتفها يَلفُهَا على الأقرب إليهِ مِن الآخرين ★ ألآ إنَّ شجرةَ العليقِ لا تعطي الثمار الحلوة وكذلك ظلمة الأقفاصِ لا تعطي فضاءً لطيورِ الأعالي فبالحريِّ أنْ يخرجَ كلٌّ منكم وبجهد ذاتِهِ من الشَّرنقةِ وكما كلُّ طيرٍ بجناحيهِ يُحلق الحرِيُّ كلٌّ لنهوضِهِ من فاسدِ التَّلقين ومن بهرجِ الخِدَعِ لأعاليِهِ لذلكُمُ الأهدىٰ للعلياءِ ألّا يَبقىٰ أحدٌ في التَّكولسِ على مَجْبُولِ راكدِ الآجِنِ أو بين مدٍ وجزرٍ مراوحًا بين حقٍّ وباطلٍ كيما يفقد حقيقة ألق النُّورِ وإشراق إنسانِيَّتِهِ وكلُّ رِفْعَة العلاءِ للصَّدِقِين الذين تَسَنَّموا عُلُوَّ زاهر ذواتِهِمْ فهُم السَّامِقُون ★ ألآ ليس إلّا الإنسان على أبعادِ مَا بين يديهِ في الكونِ على عاقلةٍ لبَاهِرِ ٱرتفاعٍ والذي يأتي بالأوهامِ من غشاوةِ الضَّبابِ ومن بطن ظلمةِ الغيهبِ  لتبقىٰ خديعتهُ هنالك إلى أنْ يظهر المجهُول على حقيقتِهِ عاريًا في عراءِ الضِّيَاءِ لمعلومٍˈ ظهورًا يَقينيًّا وكانَ أكثرُ النّاسِ عن جادَّةِ الحقِّ سَاهِينَ ★ ذلك لأنَّ الذي تحت غطاء الثلج يظهر حين تجري المياهِ عنهُ وحين ترشحها الأرض مبدِّدةً ما على آديمِهَا من كُتلِ ندِيفِ ما ثلجَّت عليها السَّمَاءُ ★ دعوا الحُجُب إلى أنْ تمزق حجاباتها فبالحريُّ كمالاتُ الإنسانِ فردوسهُ ونقائصُهُ جحيمهُ  فلا تناسخ أرواح من جبلةِ النِّسيانِ ولا حلول من جذبِ أخبالٍ ولا إله لستر عوراتٍ وآلهة تترسم على جدار المجهُولِ لا ولا أنبياء على قشرٍ ورسل ظاهرٍ من خلف ستار ومن وراءٍ حجابٍ صنو أولياءِ دوران الخبلةِ على بِسَاط ِالزَّيْفِ يتعرشُون قبَّة الملكِ لأنَّ الحقيقة الخالصة في وَعي العقل النَّاضج لا تعلق على خيطِ دخان ★ إنَّ هذا لهُو الحقُّ الحقانِيِّ لا ينكرهُ إلَّا جاهلٌ بالحقِّ وكاندٌ بالحقيقةِ ومتعلق بسخِيفةِ الأوهامٍ من أزمنةِ الظلماتِ وتابعٌ على الأثرِ كالنَّملِ وعبدٌ مُستسلمٌ لا يقدر أنْ يَتحرر من على الزَّحافةِ لفضَاءِ الحريَّةِ ويصير هُو الإنسَانُ ★ كلُّ ما لا تقع عليهِ الحواسُ مباشرةً يقينا بتقريرِ العقل أماني من الظُّنُونِ ★ ألآ ما من صريحِ وضحٍ من ميولٍ من شواردِ عاطفةٍ أو من آثارٍ على ترباءٍ تتلهىٰ بها قبضةُ الرِّيحِ أو من حدسٍ أيناهُ من واثقةِ منطقٍ تراقصهُ الثمالةُ على أنغامِ النُّعاسِ إذ توَّهُمُ المجهُول أبدًا غير ملزمٍ لإعتقادٍ يمتح من خيالاتِ باصرةٍ على خفاءٍ لأنَّ والحقُّ كلَّ براهين مُحتجبٍ مُستترٍ وإنْ حَسُنت غير مكِينةٍ ما يَحتوشها لثابتِ ليَاقٍ إلا الجَهُولُ المَئِرُ في غمرتِهِ على الحَادِسَةِ لمِنَ العُفاشةِ الفاسِدِينَ ★ وما قولُ الذين صَدقُوا المِرقاة لحقيقة الرِّحلةِ إلا لا يَحق إلا الحقّ ولا يَستوِي معوج مع صحِيحٍ ★ ألآ طُوبَىٰ للأحرار عرفانهُم والوجود في عراءِ الحقيقة هُمْ بِلا شطحاتِ شططٍ لكُلِيَّة ما يَجب لحقّ واقع هذهِ الحياة في ضِيَاءِ أنوارِ ٱلْإِنْسِيَّةِ العَارِفُونَ ★.


                                 من كتاب الرِسَالةُ النُّورَانِيَّة لمؤلفه :

                                 المهندس أبو أكبر فتحي الخريشه

                                                     ( آدم )

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي