كانت الحديث الغائب...محمد محمود

 كانت الحديث الغائب

==============

كانت الحديث الغائب 

عن سماء مدينة القلب

تذهلني تلك التي تشبه 

زهرة الأقحوان

حين أراها على شاطىء العمر 

في هدوء

او تمر على ظلي في أرض المدينة

كانت تمد أوتار رحيقها

التي في نطاق ضوء الفجر

تشاغب ضحكات القمر

تناوش خطوط أصابع جسدي

تخرج من بوتقة قصيدة 

في روضة من نسق اللغات

لا خوف في كتاب  الذكريات

يرسل مطرا على آفاق الزهرة 

سأمضي وحيدا هذه الليلة

لربما أجد أول ضوء إلى غابة

في سهول المطر يأخذني لمضجعها

أو إلى جب في دفوف السفر

ياسيدة الفصول الأربعة 

وياياقوتة الزمن المتسرب من عنق

النهر المتناظر

كيف أعود بك إلى خيال السهر؟

وهذي المساءات لا ترعى الضوء

تمضي الكلمات إلى مستقبل لا يجيء

إلى أرض لاتصل إلى سدرة القلب

لا شيء سيحدث والوقت مخيف 

لاشيء سيلمع من نافذة في الممر

سقط النور الواهن عمدا في التراخي

سقط اللمز الكاشط

واستبد بي الفضول وجمر السؤال 

كل شيء  يقال ولا يقال

أكذوبة نقض الوضوء والإحتمال

لاشيء سيحبط هذا المآل

والعيون كاذبة ترصد ظل الأقلام

سنأتي منتصبين إن عدنا دونك 

ومكتئبين عذرا لهذا النقص

دون الإكتمال

ومبعثرين على مفارق للدوار

لا وقت لنعود لأول وحي للقصيدة

لاسماء تحمل العصافير الملونة والنوار

خرج الوقت عن حدود التمكن

والنص رحل عن سياقاته دون عذر

انتهى آخر مدى الصوت إلى سروة 

في ذكرى التراث

لاعزف في توتر ثقوب النايات

لا موسيقى في أغاني الرثاء

خرجت  ليلى من ذكرى عزاء قيس

وباتت أول أغنية العاشقين

كيف سنعود إلى بلاد الورد

ونخرج الوقت من أضغاث ساعاته؟


الصحفي الشاعر محمد محمود

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي