ناظري خلاس... عبد العزيز دغيش
ناظريْ خُلاس ..
ماسٌ كهربي هزَّ قلبي
تكهرُبْ ، شلّ الحواس
خلْخَلها فكَّكها
جرَّدها
مما لديها من قوى ردٍ وصدٍ
وامتصاص
مما أتّسَلَت عمرها من تجربةٍ
في احتمالِ الصدمات واتقاءِ الناس
تكهربتُ انا في لحيظةِ تماس
مع عينيْ أجملِ وأحلى
خُلاس
فائقةُ حُسنٍ
جمالُها مفارقٌ .. يشدَهُ ، يحبسُ الأنفاس
لعلها اجملُ إنسانٍ ، هي بين سائرِ الاجناس
نظرتُها سُلافٌ، معتقةٌ، تُديرُ الرأس
من اولِ كأس
شلَّتْ عقلي .. تاهَ مني
أودعتني ضربِ اخماسٍ بأسداس
لعينيها كثافةُ دلالاتٍ ومعانٍ واحساس
نسيجُ وحدِه ، ليس مثلهُ نسيج
يفوقُهُ
فريدٌ هو بين هجائنِ الأجناس
بما يعتلي من وجنتين ، ويتربعُ
على مُحيّا
ويجلِّلُ هامةً أو رأس
ضمّت في محجريها بهجةَ الكون
أجتمعَ فيها الليلُ والنهار
ما للشموسِ
وما للكواكبِ والاقمار
من محاسنٍ ومنازلٍ وخواصٍ واوصاف ؛
من استقامةِ وانكسارِ خطوطِ ومنحنيات
ودوائرِ وأقواس
وزرقةِ ارضٍ واتساعِِ مشتري
وبهاءِ نجمةِ صبحٍ
وحزامٍ لزحلِ ، مشوبةٌ بحمرةِ مارس
على نحوٍ خاص
بصرٌ وبصيرة فيهما وفيهما ما فيهما
من رقةٍ وأنسٍ وشغفٍ وحرارةِ إحساس
من شدَّة وحِدَّةٍ وتفانٍ وافتتانٍ وإخلاص
حبٌ ولهفةُ وعشقٌ وانجذابٌ
وافتراسٌ وإيناس
إلتئامٌ وافتراق ، تضادٌ واجتماع
دونما إعتبار للُثام أو حُجّاب
أو حُرّاس
اعذبُ حديثِ صمتٍ منهما
واشهى تهامسِ سُمّارٍ وجُلّاس
أشعةٌ تخترقُ تميتُ تُحيي
تَسطعْ تَلهبْ تَنهبُ
تهِبْ تُكْرِم
دون حسابٍ ولا ابتئاس
تُبعثرُ تُلملم تُحلل تُرَكِّبْ
تَكشِفْ تُعَرِّي
تلتهمُ
عينَ من يقابلها بلا إحتراس
ولا خشيةٍ من بأس
سهامٌ تخترقُ الضلوعَ ولا مناص
أو إرتكاس
تلقَّفْ يا قلبي واملأْ عينيكَ وأوردتكْ
هياماً وانبهارا وحرارةَ أنفاس
واترعْ كاسكَ من نبعِِ الغرامِ
كأساً وراء كاس
افتحْ شُراعك وارحلْ
إن كان بوسعك السفر
مُتْ في معيةِ هذا الجمال
وبهذا الاحساس .
.
.
عبدالعزيز دغيش .
تعليقات
إرسال تعليق