قصة الى الجحيم ياحبيبتي... عبد الفتاح حمودة

 إلى الجحيم ياحبيبى

كانت الزوجه تبغض زوجها كل البغض حتى وهو على فراش الموت رفضت أن تقوم على خدمته فلا تناوله الدواء ..أو حتي شربه ماء مهما بكى أو توسل  إليها وأعلنتها جهرا :اذا لم ترحل عنا فأنا سافعل ذلك حتما..!

وعندما رحل لم تخفى سعادتها عن أحد بل أعتبرت الأمر عاديا فهى تنتظر هذه اللحظه بفارغ الصبر. حتى أولادها الثلاثه كانوا على درايه بمدى كراهيتها لأبيهم وكثيرا ماكان ينشب بينهما  سواء داخل البيت او خارجه شجار شديد بالسباب والإهانات بل ويصل إلى الشباك بالأيادي  الأمر الذى قد يضطر  الأبناء إلى ترك البيت أو العوده إليه فى ساعه متأخره أو إغلاق الغرفه بأحكام عليهم .

وكانت الزوجه لاتتوانى عن إظهار كراهيتها له فى صدها له اذا أقترب منها أو حاول الحديث معها.

هاهى قدتتحررت تماما من القيد فأنطلقت  تفعل كل ما تريده تهتم بنفسها وتتابع الموديلات وتستعمل مساحيق التجميل والعطور وتسهر وتعربد وتجلس إلى شاشات النت تتحدث بسعه صدر ووجه طلق إلى هذا وذاك فقد خرجت من عنق الزجاجه إلى الرحاب الواسعه وهى تشعر أنها لازالت فى ريعان شبابها وقد أفقدها  زوجها كل هذه الأحاسيس بل أفقدها المعنى الحقيقي للحياه .

تجمع أهل الزوج والأبناء للوقوف أمامها في محاوله حثها عن  العدول على هذا كله والتوقف عن الإسراف فى الإنفاق من المعاش الشهرى الذى تتقاضاه بعد وفاه زوجها.

منهم من رأى تقسيم المعاش بينها وبين الأبناء أو رفع وصايتها عن الأبناء القصر أو رفع قضيه ضدها للحجر على تصرفاتها.

وكان على الزوجه أن تجد حلا سريعا لهذا التمرد الجماعى ضدها فهى ترفض العوده إلى ماكانت عليه فى حياه زوجها.

شعرت الزوجه أن البساط قد يسحب من تحت قدميها وهذا يعنى أن تعود إلى ماكانت عليه فى حياه زوجها وهى ترفض ذلك كليا ..ولم تجد سوى  أن تقف فى تحد سافر أمام الجميع وتهدد بأنه لوتم أى شىء لاترضى به أو يتم تنفيذ أى شىء على غير هواها فإنها لن تقف صامته أو أن كل واحد منهم سوف ينال جزاءه منها ويندم على مافعله أخبرتهم بذلك وهى تحترق حزنا من داخلها ..لم يخطر ببالها أن يعارضها أحد. وتتعجب كيف يريدون لها القيد واللاحريه وهى التى قاست الكثير فى حياتها بسبب زواجها بناء على ضغط من أبيها ودون إرادتها ..وآن لها أن تنطلق بلاقيد..بلاشرط تعيش حياتها بعد الإحساس بالعدم .

لم تبال الزوجه بهذا كله..وأنطلقت  تواصل حياتها كما تريد..وتتوسع فى علاقاتها ..لاتريد أن تتزوج من جديد أى رجل لأنها تخاف أن تكرر المأساه التى عشتها مع زوجها ..تعثرت فى طريقها أكثر من مره واصطدمت بعلاقات لاخير فيها ولكنها أمام أهل زوجها وأولادها لابد أن تبدو كالمراه التى لايقهرها شىء ولاتعرف الفشل مهما حدث وأنها أختارت الطريق الذى تراه صحيحا للانطلاق والإحساس بالحياه.(عبدالفتاح حموده)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي