انا والمرض... نهيدة الدغل معوض
أنا والمرض...
سنتان ونصف وأنا أعيش في صمت بيني وبين نفسي
أخبئ بين حنايا قلبي سراً
مخيفاً وكابوساً مرعباً
إنه المرض الخبيث الذي لا
يرحم بل يبقى متربصاً كوحش قاتل ينتظر اللّحظة المناسبة لينقض علينا بأنيابه
لكن إيماني الكبير بالله جعلني
أتمسك بحبل الصبر وأنتظر
فأنا لا أريد أن أفضحه بين عائلتي وأهلي وجيراني وأحبتي وقد كنت أكذب على نفسي بالصمت والسكوت
وكنت أظن أني قوية كفاية
علني أتغلب عليه بصمتي
لكن الألم يقوى والخوف يزداد فأرتعد فجأة عندما أتذكر ذلك المرض الذي يستقر ويأخذ راحته يوماً بعد يوم
وهنا أدركت لا مفر من الذهاب للدكتور الذي كنت أتحاشاه وأخاف منه
لعنك الله أيها المرض الخبيث
كيف تحطم بطريقك كل حياة وفرح وأمل وأحلام نكون بانتظار تحقيقها
أنت أيها الخبيث تدك أسوار القلوب والأجساد بخبثك الذي تحيكه في الأجساد المليئة والنابضة بالحياة
لكن أحبتي مهما خفينا وتظاهرنا بالقوة
ومهما كابرنا واستقوينا
نصبح ضعفاء في لحظة قصيرة كالأطفال
نعم أخفيته وتظاهرت سنوات أني بخير وأني قوية
والمرض كذبة وينتهي
حتى جاء ذلك اليوم المخيف
وقررت زيارة الطبيب بعد إلحاح من الجميع
وهناك كانت الصدمة الموجعة
حين دخلت مبتسمة كعادتي
أضج بالحياة والفرح والأمل
وخرجت منكسرة حين صُدمت بقول الطبيب حين قال النتيجة ليست مرضية
صُدمت وشعرت بأني انتقلت من عالم إلى آخر بلحظة
وشعرت أن حياتي قد انتهت
والزمن قد توقف
وشعرت بأني سأخسر
عائلتي وأحبتي وأصدقائي وصديقاتي
ليت هذه اللّحظات المخيفة تكون كذبة وليس واقعاً
لحظات نشعر بها بأن كل شيء كان كذبة
وهنا تبدأ مرحلة جديدة من الإختبارات المؤلمة التي ينتظر فيها الإنسان نتيجتها بفارغ الصبر والخوف
لكن لا بد من المواجهة بالصبر والإيمان ولنترك أمرنا بيد الرب الذي هو مخلصنا الوحيد
وصلت إلى هذه المرحلة أحبتي
لكن إيماني الكبير بالله وبكم وبصلواتكم ودعائكم
فوجودكم بحياتي قوة كبيرة لي لمواجهته
خسئت أيها المرض
سأحاربك بصبري وألمي ومحبتي وبأصدقائي وصديقاتي
طريق طويلة سأسلكها ولكن سأقطعها بإذن الله بالصبر والإيمان ومحبتكم
فأنتم قوتي وصمودي
وفراقكم صعب عليي
هذه هي حياتي الآن
وسأبتعد لفترة بعد إجراء العملية وبعدها مراحل لا أعلم نتيجتها
لكنني سأتركها بيد الرب
أحبكم وسأبقى على محبتكم
وسأتغلب على المرض بإذن الله وبصلاتكم ودعواتكم
لا أطلب منكم سوى الصلاة وعدم نسياني ...
صديقتكم التي تحبكم وستبقى على محبتكم إلى الأبد...
نهيدة الدغل معوّض
تعليقات
إرسال تعليق