عودي... عماد الدين سليمان
عودي
عودي فحبّك قد فاضت سجاياهُ
وأُنسُ قُربِكِ ما أبهى مزاياهُ
عطرُ اللّقاءِ لَكَمْ أثرى خواطرنا
والرّوحُ تغفو هوىً والبُعدُ أخشاهُ
كأسُ الفراقِ شربنا مُرَّ نكهتِها
واللّيلُ ينسجُ بعضاً من خفاياهُ
عودي فهجركِ أضنى الرّوحَ أهلَكَها
والصّبرُ عادَ ليغفو في خباياهُ
عُدنا نُفتّشُ في الأدراجِ عن صورٍ
أو نرتجي أملاً كُنّا دَثَرناهُ
طيفُ المودّةِ أسرى فوق أيكتِنا
نحنُ الّذين بجمراتٍ رميناهُ
ثار الهوى كجنونِ الرّيحِ مُمتشقاً
سيفَ الوصالِ ونحنُ من مَنَعناهُ
هجرُ الحبيبِ سِياطٌ آلمت جَسَدي
والقلبُ يشكو عَذاباتٍ سَقيناهُ
عَهدُ الودادِ انقضى في غير موسِمهِ
والصِّدقُ يبكي أسىً عَهداً سَحَلناهُ
ياويحَ قلبي الفتي يبكي مُعذِّبُهُ
لن ينسى وعدَ الهوى سَطراً كَتبناهُ
ماحيلتي والجّوى نارٌ أُكابِدُها
والآهُ مِن حُرقتي والدَّمعُ عُقباهُ
كَم جادَ ثغرُها في تَقبيلِ قافيتي
ذاكَ الرّصيفُ لساعاتٍ أَلِفناهُ
تلكَ النّوارسُ كَم أصغَت مسامِعُها
في غَفلةِ الوقتِ عَن شدوٍ غزلناهُ
والرّيحُ تَهمسُ للأمواجِ باسمةً
عن كُنهِ سِرٍّ بإعياءٍ دفّنّاهُ
بالقربِ مِن صخرةٍ صَمّاءَ موعِدُنا
مازالَ وعدٌ لَنا تَغفو بقاياهُ
بقلمي: د . عمادالدين سليمان
تعليقات
إرسال تعليق