لاتبتعدي..ل..جميل عبد القوي

 لاتبتعدي أن مال الوجود حتى..

 لا اِفْتَقَد  الدفئ . . 

أَشْعَر بِحُزْن يسري في شرايين..

 القلب . .  

تفزعني غَيْبُوبَة شَّمْسِ ..

حِين تشيعها الأَقْلام..

 وَتَسِير بِهَا ببطئ بَيْن سُطُور الْمَاء 

كَانَت تَرْقُص بااصابع قَدَمَيْهَا عَلَى..

 رُؤُوسِ الْكَلِمَات 

حذرتني الْبِحَارِ قبل الابحار مِنْ..

 زَئِيرٌ الْأَمْوَاج 

و مِن رَفَة طَرَف يقحمني . . 

فِي اقْتِفَاءِ آثَار الْكَلِمَات . . 

عَيْنَاي شَهْر زَاد 

تُرْوَى لِقَلْبِي حِكَايَة مَفاتِن الدُّنْيَا مِنْ..

 قَدَمَيْهَا حَتَّى أَطْرَاف خَصَلَات الشَّعْر 

وَعَن لَّحْظَةَ تجلي  تَسِيرُ فيه الضفاف..

 وَيَتَوَقَّف النَّهْر يَكْتُبُ عليه..

 الغروب كُلّ الْكَلِمَات 

أَعْدُو . . واعدو . . 

وَمَازِلْت مبطئ . . 

قَدَمَاي تَغُوص بَيْن رِمَال مبللة بِالْخَوْفِ..

 مِنْ الْأَعْرَافِ 

تقطف الْحُرُوفِ مِنْ خَدِّهَا الْأَيْسَر ..

قبلات وَمِنْ الْآخَرِ إِزْهَارٌ . . 

حتى يُضِلّ الْوَرْد بِجِوَارِي يُعْبَق..

 ولايغيب مِن الْكَوْن العِطْر 

أَنَّ الْحَدِيثَ مَعَ الْوُرُود عُذِّب يُعْصَر..

رَحِيقٌ الرمان بَيْن الشِّفَاه ونَبِيذ..

 أَكْثَر سُكَّرًا مِن خُموُر الحانات 

و عَيْنَاي تَرَسَّم فِي ظِلِّهَا بِالْحُرُوف..

 لَوْحَة مطفية الْأَلْوَان تَهْدِي ..

مَنْ رَوْعِه الرِّيَاح . . حَتَّى لاتفزع ..

إنْ ضَاعَ الْوَقْت ..

ويعزف الْقَلْبِ عَلَى الْأَوْرَاق لَحْنٌ..

 جَنَائِزِيٌّ يترجاء عناد الشَّمْسُ  

تماسكي آيَتِهَا الْكَلِمَات . . 

هَذَا الزَّمَانِ كُلُّه رَحِيل قسري وغدر

ومدن ترحل  ك الاحلام

و رَوْحٌ تَشْكُر اللَّهِ حِينَ تَنْجُو مِنْ..

 عِشْقٍ مَبْتُورٌ الْأَطْرَاف 

رَصَفْت الْحُرُوف شَرَّق سَمَاء نايات..

 الأَحْزَان

 وغيمات تَبْكِي تعاستها  اهدر ماءها..

 في بيداء لا تَنْبُتْ فيها الازهار

حِذاري مِنْ بَيْدَاءِ  تَحَرَّق..

 فِيها القلب شُمُوس الْغَد 

و دُخَان يُغَطِّي الْأَقْمَار 

وَأَمْطارٌ تُعِيد غصة الْكَلِمَات . . 

لَيْلًا إلَى قنائن الْحِبْر 

 

 

جَمِيل عَبْدِ الْقَوِيِّ دِرْهَم