العشق المجنون..ل..المفرجي الحسيني
العـــــشق المـــجنون
-----------------------
يوماً بعد آخر ،أتدحرج ،نحوَ هاويةَ حُبكِ ،أصطدمُ ،بالحجارةِ بالصخورِ
كلِ عثرةٍ ومستحيل ،لكنّي أُحبُكِ لا أنتبه ،لا تثنيني جروح قدمي ،لا ألخدوش على ضهري ،بسرعةٍ أواصل ألنزول ،نحوَ أبعدَ نقطة في العِشقِ الجنوني ،أُفاجأ كلَ مرةٍ ،داخِلَك امرأة أخرى ،تَأخذين ملامح وصفاتِ كل النساء ،أحاطُ بأكثرَ من امرأة في غِيابكِ ،تتناوب الحضور ،أحبهّنَ كلهن
جميعهنَّ ،أحبكِ بطريقةٍ واحدةٍ ،لم تكوني امرأة ،كنت قرية و مدينة ،نساء متناقضات ،مدينة النساء ،مختلفات الاعمار ،الملامح .الصفات ،الثياب .العطر ،خجلهنّ .جرأتهنّ ،نساء من كل الأجيال ،من كل العشائر ،ابتلعتنِ كما تبتلِعُ ،القرى والمدن أولادها ،تسكنيني أنتِ ،قريتي مدينتي.. ،تدخلين
يَهِّفُ يَسبقُكِ ،عِطرُكِ الى حنايا ألبيت ،يَسبقُكِ ،قلبي الى الباب ،يَمضي سُراعاً ،يُهرولُ أمامكِ ،تتلعثمُ كلماتي ،أصافحك ،ألمسُ أناملكِ ،أقبلُكِ
أبحث عن حريةِ امرأةٍ ،أكثرُ من تقاليدي ،أبحث عن حواجزي ،ممتنعاتي النفسيةَ ،مسكون أنا بالفوضى ،أحبكِ بجنونٍ ،أنا رجل عاشقٌ ،بتطرفِ المحبين ،بحماقةٍ ،يُحزنني عذابي ،تُسعدني جِراحي ،قصيدة مُغناة
أنفثُ على مهلٍ دخان سيجارتي ،أختفي خلفه ،أنا لا أنتمي لامرأةٍ ،لا أقيم فيها بالشقاء ،أستبدلُ راحتي بحياتي ،أستبدلُ الموتَ مكابراً ،أذهب للموت
أكتب ملء ،يدي وأصابعي ،أكتب تقلباتي ،تناقضاتي جنوني ،عقلي ذاكرتي ،نسياني كي لا أموت ،قهراً في قريةٍ فارغةٍ الاّ من اليمام
تأخذ الكتابة ذاكرتي ،تصبح نزيفاً يصعب إيقافه.. ،قالت هي أشتاقُ كثيراً إليكَ ،نتعذب ،فراقَنا الاول ،نحتال على الوقتِ ،يمّرُ بسُرعةٍ ،لا تحزنْ
أطلبنّي ،هاتفني ،كُنتُ على حافةِ البكاءِ ،بعدكَ الزمن لا يقاس ،بالساعات ولا بالأيام ،عبدةً أصبحتُ لِضحكتِكَ ،لحضوركَ لِتناقضاتُكَ ،فجأةً يُخيم الحزن ،أتأملَكَ بذهولٍ ،قلتُ: قريبةٌ منّي حدَّ ،الالتصاق ،أبحثُ في ملامِحَكِ عن شيءٍ ،يفضحُ ،لحظةَ عواطِفَكِ ،يختَرِقُ عِطرُكِ ،حواسّي يشِلُّ عقلي ،رَفعتُ وجهي اليكِ ،شفتايَ ،تسبقاني في قُبلةٍ محمومةٍ ،انتفَضْتِّ كسمكةٍ
استسلمتِ ،شعرُكِ الطويلَ الحالكَ ،ينفرِطُ على كَتِفَيكِ شالاً ،غجرياً اسوداً
يوقظُ رغبتي ،أمسكْهُ بِشراهةٍ ،وعشقٍ ممنوعٍ : ،شفتاي ،تبحثانِ على شفتيكِ ،ألمرسومتين للحبِ ،ألتَهمَهما حمى ،تنتقل اليَّ ،أذوب في القبلةِ
ما أجمل حرائقك ،كثيرة الحمرة ،قليلة الدفء ،شهِيَتّينِ ،كحباتِ كرزٍ حمراء ،نضَجَتْ على عجلٍ ،ظلالٌ في عينيكِ ،دعيني ،أتزود لسنواتِ البردِ ،أخبئُ ،رأسي في صدركِ ،أختبئُ طفلاً في حُضنكِ ،أسرِقُ من العمرِ الهاربِ لحظةً ،أحرقيني ،الهِبيني عِشقاً ، حُباً ،جائعٌ عطِشٌ إليكِ
عمرٌ من ،الظمأ والانتظار ،العقد والحواجز والتناقضات ،الرغبة والخجل رغبات مكبوتة ،الارتباك والنفاق ،أُلملم شتات سنواتي الضائعات ،قُبلتُكِ جمعتْ كلَ أضدادي ،تناقضاتي جنوني ،على شفتيكِ ولدتُّ وحييتُّ ومتُّ.. حبكِ رمالٍ ،متحركةٍ ،لم أعد أدري أين أقف ،نبهتّني بسخريةٍ : قفْ لا تتحركْ؟ ستسحبكَ رمالي الى العمق ؟ ،حزنتُ ،بكيتُ ،أحب سخريتكِ الذكيةَ ،عندما تكون موجعةً ،أنت امرأة ،تتلهى بالعذاب ،تعذبُ بذكاءٍ
طائر مكّار ،لا يسهلُ الاصطياد ،أتعجب كيف صدّقت ،خوفك عليّ من الزوابع ،العواصف وهذه الرمال المتحركة ،بحماقةٍ ظللتُ واقفاً عند عُتبة بابكِ ،لسنواتٍ طويلةٍ ،بصمتكِ تبلعيني ،أنزلق نحو العمق ،يغتالني غيابك ،ضحكت في أفراحٍ ،حزيناً بما يكفي ،أكون على حافة البكاء مساءً ،أنفرد بنفسي في سريري ،وأتساءل ،أيُ حماقةٍ أنا بها ألان ،جاء عيد الحبّ ،يا فجيعتي ،حبي ،كراهيتي ،نسياني ذاكرتي ،أنت هكذا كل عيدٍ ،لا أذكر من اهتدى أليك لداركِ ،عيناي أم قلبي ،يتربصُ عِطرُكِ ،يقودني إلى وجهتي
أريدكِ أنتِ لا غير ،عبثاً أتحايل على جسدي ،أقدم له أجمل ألنساء ،لكن كنت مبتغاه الأخير ألوحيد ،مؤلم أكثر ،أمرر أصابعي بخصلات شعرها
أفق شهيةَ حبي ،أتذكر ،أهيم بشعركِ الأسود ألطويل ،يتسلل ،عطركِ يلغي عطرها ،تتسللين الى جسدي كل صباح ،تطردينها من وسادتي ،توقظني آلامك السريةَ ،يرتبك جسدي، حواسي ،أجهِشُ بالبكاء ،أعترفُ لها أني عاشقٌ امرأة أخرى ،عاجزٌ أمامها ،رجولتي لم تعد ملكي ،منك فقط تتلقى الأوامر ،أتوحد معك ولا أدري ،أنت كالوطن كل المسالك ،كل شيءٍ يؤدّي إليكِ ،متواصلٌ حبكِ ،بعده، بصمتهِ حاضراً حُبكِ ،دائما متواصلٍ...
**********
المفرجي الحسيني
العشق المجنون
العراق/بغداد
26/10/2020
تعليقات
إرسال تعليق