الكرم… كلمات الشاعر طارق المحارب
طارق المحارب ..
11/10/2019
الكرم ..
على قدْرِ نبعِ الماءِ تأتي الجداولُ
وليسَ يجودُ النَّبعُ والغيثُ ماطِلُ
ومنْ أينَ لو جفَّتْ عيونٌ بربوةٍ
نباتٌ بهِ تزدانُ تلكَ الخمائلُ ؟!!
كذلكَ حالُ المرءِ لو راحَ جاهداً
يُزاحمُ أقراناً لهُ أو يحاولُ
بلوغَ زِمامِ الجودِ حتَّى يُحيطَهُ
وَهوباً كأهلِ الخيرِ لو جاءَ سائلُ
ألا لا أرى سمحاً على الأرضِ باقياً
يمينٌ لهُ تسخى و يُسرى تُماثلُ
إذا كنتَ ذا يُسْرٍ ولليسرِ رافدٌ
فزرعُكَ موفورٌ وغيثُكَ هاطلُ
و إنْ كنتَ ذا يُسرٍ تُغيثُ ولمْ يكنْ
لمالِكَ إنماءٌ فمالُكَ زائلُ
و إنْ كنتَ ذا عُسْرٍ و ما اسطعتَ دفعَهُ
فلا تمشِ في دربٍ طموحاً تُحاولُ
ومِثلُكَ مَعذورٌ و غيرُكَ عيبُهُ
بأنَّ الفتى ذا اليُسرِ بالجودِ جاهلُ
بذا جاءتْ الأخبارُ تروي حكايةً
تقولُ كما قالَ الأناسُ الأوائلُ
تقصَّ خيامَ الخيرِ تُخبرْكَ أنَّهُ
كثيرٌ لهمْ فضلٌ رمتْهمْ فضائلُ
فما عادَ بابٌ يلتقي النَّاسَ باسماً
و ذا الدَّهرُ لو اعطى فلا بُدَّ باخلُ
تراهُ معَ الإصباحِ يُغْني مُلبِّياً
و يُفقِرُ في الإمساءِ والحظُّ خاذلُ
و ما قُورِنتْ كفٌّ بكفٍّ تفوقُها
غِنىً والتي فاقتْ بها النَّقْدُ طائلُ
و تلكَ على ضيقٍ تعيشُ كَفافَها
و قَرْنُكَ في هاتينِ ظُلْمٌ وباطلُ !!
إذا رُمْتَ اصلَ الجودِ فاعدلْ و كمْ بدتْ
تشوبُ لديكَ الرَّأيَ تلكَ المسائلُ !!
على اثنينِ كلٌّ منهما ابنُ نعمةٍ
هنا حُقَّ أنْ يُجرى لزاماً تفاضلُ
فكمْ منْ شحيحٍ ذي ثراءٍ مُضاعفٍ
وكمْ منْ سخيٍّ قدْ غدا لا يُماثَلُ !!
وما الجودُ إلَّا منْ نفوسٍ غنيَّةٍ
ووجهُ الفتى يُنبي و ما الثَّغرُ قائلُ
فلا يخدعنْكَ القولُ منْ دونِ فعْلِهِ
وكمْ قدْ غدتْ أقوالُ ثغرٍ تُماطلُ !!
هوَ الشحُّ يبدو منْ قلوبٍ تعوَّدتْ
على الشُّحِّ و الإثراءُ همٌّ وشاغلُ
وهلْ يُبتغَى نسْلٌ منَ العُقْمِ بامرئٍ
يضنُّ لهُ صُلْبٌ فيَفنى التَّناسلُ ؟!!
وحَسْبُكَ إنْ ضاقتْ جيوبٌ لدى الفتى
بشاشتُهُ تكفي و ذا الجودُ كاملُ
لنا في ابنِ طيٍّ حاتمٍ كلُّ أُسْوةٍ
وقدْ عاشَ حيَّ الذِّكرِ و الجسمُ آفلُ
يُلاقي ضيوفَ الرَّبعِ بالحضنِ ضاحِكاً
و تخلو منَ الزَّادِ القليلِ المنازِلُ
وكسرةُ خبزٍ يابسٍ لو غذوتَها
بشوشاً تفوقُ الذِّبْحَ و الضَّيفُ نازلُ
بقلمي ..
11/10/2019
الكرم ..
على قدْرِ نبعِ الماءِ تأتي الجداولُ
وليسَ يجودُ النَّبعُ والغيثُ ماطِلُ
ومنْ أينَ لو جفَّتْ عيونٌ بربوةٍ
نباتٌ بهِ تزدانُ تلكَ الخمائلُ ؟!!
كذلكَ حالُ المرءِ لو راحَ جاهداً
يُزاحمُ أقراناً لهُ أو يحاولُ
بلوغَ زِمامِ الجودِ حتَّى يُحيطَهُ
وَهوباً كأهلِ الخيرِ لو جاءَ سائلُ
ألا لا أرى سمحاً على الأرضِ باقياً
يمينٌ لهُ تسخى و يُسرى تُماثلُ
إذا كنتَ ذا يُسْرٍ ولليسرِ رافدٌ
فزرعُكَ موفورٌ وغيثُكَ هاطلُ
و إنْ كنتَ ذا يُسرٍ تُغيثُ ولمْ يكنْ
لمالِكَ إنماءٌ فمالُكَ زائلُ
و إنْ كنتَ ذا عُسْرٍ و ما اسطعتَ دفعَهُ
فلا تمشِ في دربٍ طموحاً تُحاولُ
ومِثلُكَ مَعذورٌ و غيرُكَ عيبُهُ
بأنَّ الفتى ذا اليُسرِ بالجودِ جاهلُ
بذا جاءتْ الأخبارُ تروي حكايةً
تقولُ كما قالَ الأناسُ الأوائلُ
تقصَّ خيامَ الخيرِ تُخبرْكَ أنَّهُ
كثيرٌ لهمْ فضلٌ رمتْهمْ فضائلُ
فما عادَ بابٌ يلتقي النَّاسَ باسماً
و ذا الدَّهرُ لو اعطى فلا بُدَّ باخلُ
تراهُ معَ الإصباحِ يُغْني مُلبِّياً
و يُفقِرُ في الإمساءِ والحظُّ خاذلُ
و ما قُورِنتْ كفٌّ بكفٍّ تفوقُها
غِنىً والتي فاقتْ بها النَّقْدُ طائلُ
و تلكَ على ضيقٍ تعيشُ كَفافَها
و قَرْنُكَ في هاتينِ ظُلْمٌ وباطلُ !!
إذا رُمْتَ اصلَ الجودِ فاعدلْ و كمْ بدتْ
تشوبُ لديكَ الرَّأيَ تلكَ المسائلُ !!
على اثنينِ كلٌّ منهما ابنُ نعمةٍ
هنا حُقَّ أنْ يُجرى لزاماً تفاضلُ
فكمْ منْ شحيحٍ ذي ثراءٍ مُضاعفٍ
وكمْ منْ سخيٍّ قدْ غدا لا يُماثَلُ !!
وما الجودُ إلَّا منْ نفوسٍ غنيَّةٍ
ووجهُ الفتى يُنبي و ما الثَّغرُ قائلُ
فلا يخدعنْكَ القولُ منْ دونِ فعْلِهِ
وكمْ قدْ غدتْ أقوالُ ثغرٍ تُماطلُ !!
هوَ الشحُّ يبدو منْ قلوبٍ تعوَّدتْ
على الشُّحِّ و الإثراءُ همٌّ وشاغلُ
وهلْ يُبتغَى نسْلٌ منَ العُقْمِ بامرئٍ
يضنُّ لهُ صُلْبٌ فيَفنى التَّناسلُ ؟!!
وحَسْبُكَ إنْ ضاقتْ جيوبٌ لدى الفتى
بشاشتُهُ تكفي و ذا الجودُ كاملُ
لنا في ابنِ طيٍّ حاتمٍ كلُّ أُسْوةٍ
وقدْ عاشَ حيَّ الذِّكرِ و الجسمُ آفلُ
يُلاقي ضيوفَ الرَّبعِ بالحضنِ ضاحِكاً
و تخلو منَ الزَّادِ القليلِ المنازِلُ
وكسرةُ خبزٍ يابسٍ لو غذوتَها
بشوشاً تفوقُ الذِّبْحَ و الضَّيفُ نازلُ
بقلمي ..
تعليقات
إرسال تعليق