هجر الحبيب... فريد الصفدي
هجرِ الحبيبِ / بحر الرمل/
كيفَ مـن هجرِ الحبيبِ لَيلَةً
لَمْ تَراهُ العينُ فيها أنْ تَطيبُ
وَهْوَ في الأعْماقِ جاري والهوى
كُلَّما ناداهُ شَوقي يَسْتَجيبُ
ساكِناً فـي ظلِّ أوتـادِ الجُفونِ
يؤنِسُ الأحضانَ للعَينِ قَـريبُ
يا حَبيبي جَفنُ عيني لَمْ تَطَلهُ
لـِــذّةَ الـنَّومِ وَفـيـهِ مـا يُـذيبُ
في هَــواكَ لَمْ يَزَلْ،طِفلُ الغَزَل
هائِماً بَينَ رِضاكَ واللَهيبُ
يا حبيبي طالَني مُرَّ النَّوى
وَأَصابَ مَقْتَلَ الرّوحِ المَشيبُ
هٰكَذا عاشَتْ بًعُمْري الذِّكْرَياتُ
طِفْلَـةً عَوَّدتَها السَّمْـعَ المُجيبُ
يا حَبيبي أغْرَقَ الشَّيبُ الشَّبابَ
في فؤادي يُقْتَلُ الحُبُّ الخَصيبُ
بَعْدَما قَدْ أزهَرَتْ أطْبانُ غُصْني
في ضِفافِ العِشْقِ والكَونِ الرَّحيبُ
أروِني مِنْ عِشْقِ عَينَيكَ عَسى
هـادِمَ اللذاتِ لا يلـقى نَصيبُ
يا حَبيبي أينَ مِنْ ذاكَ اللِقاءِ
سكرَةٌ من موعِدٍ فيهِ تَطيبُ
لَيْلَةً مِنْ بَعْدِ أنْ جارَ الفُراقُ
بَيْنَنا والشوقَ أضناهُ اللهيبُ
ها هَواكَ في فؤادي صائِبٌ
عَنهُ روحي أقسَمتْ ألّا تَغيبُ
أنْ تَغيبَ الشَْمسُ لَيسَ مِنْ غَريبٍ
الغَريبُ أنتَ عَنْ عَيني تَغيبُ
فاحتَسِبْ أمري فَإنَّ في السَّماءِِ
مَنْ على أقْوالَنا شاهِدْ رَقيبُ
رُبَّما هٰذي هيَ أقْدارُنا
لَمْ تَشأ إلا بِما شاءَ الحَسيبُ
بقلم الشاعر ــ
فريد سلمان محمود الصفدي
ألأُردُن-ألأزرق ــ ألأزرق الشمالي
- ١٠ - ٩ - ٢٠١٩م ـ
تعليقات
إرسال تعليق