سلالم العودة... عبد الباري احمه
سلالمُ العودةِ..
ذاتَ فضاءٍ لا يتسعُ إلا لرجلٍ أعزل
يسامرُ قمرهُ الوحيدَ أسفلَ الدرجِ
قبيلَ الغروبِ تلألأت ثلاثُ سلالمَ
بتنهيدةً من عروةِ قميصها
قميصٌ ينسجُ خيوطَ حكايةٓ زرٍ أحمقٍ.
شبكتْ اخماسها بأسداسي
والنهدانِ يرقصانِ باستحياءٍ
الخنصرُ اختبأ في زحمةِ اللقاءِ
ونامَ البنصرُ في زمهريرِ راحتي
تلاشى صوتُ الوسطى خلفَ خطوطِ كفيَّ المرتجف
تلدغُ ذاكرتي لحظاتُ طيشٍ طفولي
تمهلتُ الثواني المتبقيةَ حتى تجرعت السبابةُ بقايا خوفها
تتمتمُ بسملةَ الذهولِ
تطاولَ ظلُّ وجنتيها نحو محرابِ السكينة
ثم أقامت صلاتها بقبلةٍ
وأنهت النوافلَ بقبلة أخرى استعراضية
واتبعتها بستِ خطواتٍ نحو تخوم المنتهى
أومأتُ لها .. كم تحبينني
قالت: إلى الحدِ الذي لا تدركُ فيه كم!
أومأتُ ثانية
قالت: إلى الحدِ الذي تعجزُ موازينُ الآلهةِ عن حملهِ
كم يليقُ بأناملي الخمسَ أن تنسجَ على معطفها تفاصيلَ المنحنيات
تفاصيلُ قدرٍ محتومٍ في ليلةٍ مثقلةٍ بوصايا الغفران
يا لحظِ تلكَ السلالمِ الثلاث
لوهلةٍ وثَّقتْ البداية
كتبتْ على أطرافِ يدي بقايا صرخةٍ
أنا من غابتْ عني مواقيتُ الصباح
أتسولُ من الانتظارِ قدومك
أسرقُ منكَ بحةَ عاشقٍ مستعار
حاولتُ أن أغفو عنكَ
أهربَ من سطوةِ صوتكَ
فكل ما يدثرني يستصرخك
ها قد اقتربَ المخاضُ
ها قد صرخَ الفؤادُ
لكن مهلاً أيها المغرور
علّني اركبُ سلالمَ العودةٓ إليك
والبقيةُ ستأتي ذاتَ صباح.
تعليقات
إرسال تعليق