ارحل... محمود الحريري
#"إِرْحَلْ"
--------
مَاعُدْتُ أَعْرِفُ فِي هَوَاكَ سَعَادَةً
وَتَوَلَّدَتْ بَيْنَ الضُّلُوعِ تَعَاسَتِي
فَلَقَدْ سَئِمْتُ مِنَ التَّلَاعُبِ بِالْهَوَىٰ
وَالْغَدْرُ أَشْقَانِي وَسَبَّبَ حَسْرَتِي
كَمْ كَانَ قَلْبِي فِي غَرَامِهِ مُخْلِصَاً
وَرَوَىٰ فُؤَادَكَ مِنْ رَحِيقِ مَحَبَّتِي
لَٰكِنَّ قَلْبَكَ جَائِرٌ مُتَسَلِّطٌ
وَبِكُلِّ عُنْفٍ كَانَ يَقْتُلُ لَهْفَتِي
مَاكُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّ حُبَّكَ لَعْنَةٌ
أَوْ أَنَّ حُبَّكَ قَدْ يُمِيتُ سَعَادَتِي
عَانَيْتُ مِنْكَ وَمِنْ جُحُودِكَ دَائِمَاً
وَأَتَيْتَ أَفْعَالاً تُسَبِّبُ حِيرَتِي
حَاوَلْتُ جَهْدِي كَيْ أَصُونَ غَرَامَنَا
وَجَعَلْتُهُ هَدَفِي وَمَبْلَغَ غَايَتِي
مَاكُنْْتُ يَوْمَاً فِي هَوَاكَ مُخَادِعَاً
بَلْ أَنْتَ مَنْ عَبَثَتْ يَدَاهُ بِمُهْجَتِي
وَطَعَنْتَ قَلْبِيَ عَامِدَاً مُتَعَمِّدَاً
طَعْنَاً أَطَاحَ بِرَاحَتِي وَبِفَرْحَتِي
إِنِّي سَأُعْلِنُهَا وَأُبْرِئُ سَاحَتِي
إِرْحَلْ.. فَمَا عَادَتْ عُيُونُكَ وَاحَتِي
إِرْحَلْ.. فَإِنَّ الْقَلْبَ صَارَ مُحَطَّمَاً
وَهَوَاكَ فِي الْأَعْمَاقِ أَصْبَحَ مِحْنَتِي
إِرْحَلْ.. فَإِنِّي لَمْ أَعُدْ بِكَ هَائِمًا
وَبِدُونِ حُبِّكَ سَوْفَ أُكْمِلُ رِحْلَتِي
وَاعْلَمْ بِأَنِّي قَدْ شُفِيتُ مِنَ الْهَوَىٰ
وَلَسَوَفَ أُنْهِي قِصَّتِي بِإِرَادَتِي
----------------------------------------
بقلمي؛ م/ محمود الحريري
على بحر الكامل
تعليقات
إرسال تعليق