الغراب والحريق... سالم المتهني

 الغراب و الحريق( حكاية مثلية شعرية بمناسبة اليوم العالمي للتسامح)


تطير الوحش من الغربان 

إذ أوت إلى الأفنان 

فشانها بكل عيب جارح مهوان:

"فأين لونها و ريشها من الكروان؟

و كم بعيد صوتها 

عن شدو حسون لنا بأعذب الألحان 

و إنها نذير شؤم، منبع الأحزان "

تغاضت الغربان عن إساءة الجيران 

مؤمنة بالصفح و الغفران 

لا بنصرة الإخوان 


و ذات يوم شعلت نار بقش الغاب 

فارتعب الوحش و ضج هاربا 

يركض في ارتياب 

قوارض الغاب عدت...

فرت إلى جحورها واصدة الأبواب 

كل الطيور فارقت أوكارها كرها 

إلى التلال و الروابي 

إلا غرابا فطنا 

أراد أن يبحث عن حل لخمد النار 

فطار مسرعا إلى مدينة قريبة  

قصيرة المسار

مقتحما مصاغة 

منتزعا من عامل إسورة يعرضها للشاري 

و حلق الغراب متبوعا بخلق 

أسندوا العامل كالتجار 

عيونهم على الغراب عله 

يسهو عن المصوغ في منقاره 


حل الغراب عند صحبه 

و مازال الرجال يركضون رغبة في مسكه 

فأسقط المصوغ من منقاره 

في النار من ذكائه 

فاندفع الرجال مسرعين 

خمدا للظى بالترب 

و بعد انطفاء النار 

فاز من سعى بالذهب 

و انتصب الغراب للوحوش 

و الطيور في عتاب: 

" محنتنا تغربل الأجواد 

و الأخيار و الأصحاب 

و المرء بالعقل و بالكفاح 

و ليس باللون أو الأنساب "


تأليف: سالم المتهني( تونس )

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي