الهروب للظلمة... لطفي الستي

 القصة القصيرة 

العنوان : الهروب للظلمة 

طال ليلي و ليس لي رغبة في الرجوع للبيت فهمت على وجهي أتسكع...أطوي الرصيف تلو الرصيف و النهج تلو النهج و البطحاء تلو الأخرى مستأنسا بمواء القطط و نباح الكلاب السائبة و آدميين ينخرون حاويات القمامة يبحثون عن ضالتهم ....

ما عادت تعنيني الأصوات و لا الأضواء و لا تعرج الطرقات وتقاطعاتها و لا هذه الأبواب المقفلة و لا هذا القفر الموحش...فقط تزعجني هذه الخطوات التي تتبعني و هذه الأنفاس اللاهثة خلفي و هذه الأعين التي ترصدني في كل خطوة و مع كل حركة ...لا أريد أن أتوقف ...أن ألتفت ...أن أنتبه ...فحتما ستضجر ...ستمل من صمتي و وحدتي و كآبتي...ستتعب في ربع الطريق...في نصفه أو في آخره ...حينها سأمسك فعلا بصمتي و وحدتي و كآبتي ...سأرتبها فالليل ما يزال طويلا ولعل طريقي أطول ...

ولكن يبدو أن إصراري و عنادي أضعف من صمود هذا الكائن الغريب الذي يتبعني و يخنق أنفاسي ...

هرولت...ثم ارتميت في حضن ظلمة قاتمة عساني أتخلص من الأضواء ومن ظلي ...هذا الذي لا يمل صحبتي و مرافقتي ليذكرني دوما أنني مجرد خيال ...مجرد خطوط و رسوم و أشكال مسطحة باهتة ...ظلمة لا تعترف بالظلال و باستنساخ الأشكال...

                    بقلمي: لطفي الستي/ تونس 

                  07/11/2024

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي