صهد السراب... نور الدين بنعيش
صهد السراب
******
ما أحلمه عنك لم
يكن ابدا حلما عسليا
ولا حبا بطعم حب
مذاقه ما احلاه
ما أحلمه عنك غموضا
في غموض!
وحدك تكشفين أسراره
ووحدك تسبرين اغواره
تبحثين عن معناه!
حين انظر اليك
يحمر الحياء فيّ
وحين انطق اسمك
يحمر لساني متلعثما
فاشتهي ان اكون
عبيرا انثر عبقي عليك
لا على ندى يقف
أمامي ينافسني فيك
ليتني يوما لم ألقاه
أريد أن أرى فيك
خجلي عاريا يكتشف
نفسه فيك
وفي ماء البحر
أو في أول شيئ
يشبه المرآة..
صامدا امام هزات
الدهر الذي اشقاه.
فأهديك قبلة الشمس الاولى
لما يبتسم الفجر
للصباح
واحتفظ لييَّ
بقبل الغروب مستعدا
للكلام والبوح المباح...
في غسق آيار حين
يتألق الهوى على
كل محياه...
عندها يعانق الحصيد
صهد السراب
وترقص حبات السنابل
مستترة في ثوب ظلام
الليالي الملاح
أطير إليه
أسقي ظبية من نهر
جف مجراه
فتغمرني السكينة في
ذاك المكان
ويمتلئ كلي
وكل ما حول كلي
بموسيقى ناي شجي
على ايقاعات كمنجات اندلسية
أعادت حلمي الى
مهد صباه!
معاتبا عودا تجاهل
أوتاره ...
غض الطرف عنها
و عن دنياه
آثر البقاء يتيما
يحن بين آونة وأخرى
إلى صداه
بشوقي يهز أركاني
يمدح حبيبا جفاه
لا احد معي ما خلا
همًّا ينتحر غريقا
في نبيذ كأس الفراغ
وصمتا وحيدا لاشيئ
سواه!
اقطف من تحت ظل
افترق عني...
زهر كلمات تهْمي كثلج
على صدر قصيدتي
أنحت قامتها بغسول شعر
ظلت تترجاه !
بالحرف المختفي ألْهج
وراء أستار الغيم
والبعد المسربل بالهجر
متغنيا آنا بذاتي
و آنا بليلتي مجنونا
كقيس العامري لما
اطلق في شعاب الصحاري
صيحات من قوافي شعر
يتغنى بليلاه...!
نورالدين بنعيش 31/03/2022
تعليقات
إرسال تعليق