(( الانكفاء نحو الموت السعيد )) انتفض غاضباً ٠٠ صعّد كل وعيه وانسانيته في أم رأسه , حتى كأنه يُريد أن يُثقب بهما الأرض والسماء , التفت اليهم قائلا : " إنكم إذا مافتحتم نوافذكم على مصراعيها سوف لن يدخل غير الهواء الفاسد " ثم انخرط تماماً كنصل شمس مزقته الغيوم , وانزلق غضبه منه , وراح يوزع نظراته على من حوله , هزّ كتفيه , تركهم وذهب ليتيه من جديد في لعبة أن يكون أو لايكون مُتسائلا : " ايّ نوع من الناس همُ ٠٠" إنه يعرف تماما ما معنى أن يكون شابا ( مؤدلجا )زمن إراقة الدماء , حيث تتراكم السياسات كالبنيان المرصوص بشكل منفلت , مما تثير في دواخله هواجس حقيقية من الخوف الدائم , وأحيانا يلهبه أمل منساب كالافعى بين فراغات الزمن الأغبر فينشل منه لحظات من الفرح المتقطع , لكن مع أستمرار هذا التخبط تختلط عنده الأطياف فتتحول إلى سَورة عنيفة حمقاء تبتلع الصفاء والنقاء وعندها يقترب من التيه والضياع ويحس بالأختناق فيرفع رأسه الصغير كأنه (زورية ) صغيرة تروم القفز من الماء , فيصيح : " أيها العالم ٠٠ متى مَن يسبح فيك لايصيبه العطش ؟؟!! ولكن صوتا من ذلك التشابك ...