سحرتني عيونها...محمد الادريسي
سَحَرَتْني عُيونُها
كادَ أنْ يُغْمَى عَلَيَّ في أَوَّلِ نَظْرَة
كَضَرْبَةِ بَرْقٍ أصابَتْ جُفُوناً نَظِرَة
فَسُبْحانَ مَنْ خَلَقَ جَمالَ زَهْرَة
دَبَّ الهَوَى بَعْدَ لَيْلٍ لِأوَّلِ مَرَّة
سُحِرَ هذا الفُؤادُ وَلْهانٌ بِلا قُدْرَة
لِمُقاوَمَة رِيحَ الغَرامِ بِدُونِ مَقْدِرَة
فَكَيْفَ تُقاوَمُ سِهامُ عُيونٍ آمِرَة؟
هِيَ حالَةٌ تَطولُ أمْ لَحَظاتٌ مارَّة
كَلِماتُ العِشْقِ اِنْكَبَّتْ سالَت حُرَّة
اِنْتَظَرْتُ هَذِه العُيونَ أكْثَرَ مِنْ عَشَرَة
رَسَمْتُ لَوْنَ عُيُونِها على أوْراقِ شَجَرَة
فَغارَتْ الحُرُوفُ مِنْ عُيُونِ بِلَوْنِ دُرَّة
هَفَا القَلْبُ مِنْ غَرامٍ أخَذَهُ عَلى غِرَّة
كَمْ مِنْ عُيونٍ دَعَتْني كانَتْ مُسَيَّرَة
فَقُلْتُ لَها لي عُيونُ أحْلامي مَعْذِرَة
إنَّ عُيُونَها أمْواجٌ تَيَّارٌ بِصَدْري قُرَّة
إنْ تَظَلُّ الأحْلاَمُ بَعيدَةً فَهِيَ مُيَسِّرَة
لا تَسْألوني عَنِ الدّلِيل فَأنا في حِيرَة
عُيونُها كَنُجومٍ تَلُفُّ حَوْلَ القَمَرِ مُنِيرَة
تَتَبَخْتَرُ تُعِيدُ البَصَرَ إلى عُيونٍ ضَرِيرَة
أيْنَ الأجْوِبَةُ مَتىَ لِماذا الأسْئِلَةُ كَثِيرَة
فَبَلَّغَتْني نَظَراتُ عَيْنَيْها رُدوداً مُثِيرَة
قُلْتُ أُؤَكِّدُ أنَّها في وَطَن قَلْبِي أَمِيرَة
عُيُونٌ تُنْسِي الهُمومَ إنْ كانَتْ خَطِيرَة
إنَّ الحَياةَ في كَنَف السَّعادَةِ ضَرورَة
فَكَيْفَ يَقولُ قائِلٌ إنَّ الأمْرَ أُسْطُورَة؟
مَشاعِرٌ كَانَتْ وَراءَ القُضْبانِ مَحْصُورَة
فَشَرِبَتْ مِنْ عَيْنِ عَيْنَيْها هَوَى صُورَة
تُذِيبُني في حِجْر حُبِّها صورَةٌ مُخْتارَة
كَعاشِقٍ قَضَى نَحْبَهُ تَحْتَ لَهَبِ حَرارَة
إذْ كان يَعُدُّ يَطْوِي المَسَافات بِمَرارَة
ما كانَ يَدْري أنَّهُ أسِيرُ عُيُونٍ سَحّارَة
طنجة 29/08/2021
د. محمد الإدريسي
تعليقات
إرسال تعليق