عذرا...كمال العرفاوي

 *عُذرا*. 

عُذرًا أمّي الحبيبة

عُذرًا أيّتها الغريبة

عُذرًا سيّدتي السّليبة

إن شَعُرتِ يومًا

أنّكِ تُصارعين الموج وحيدة

فإن كنتِ منّي بعيدة

فتأكّدي أنّكِ دَوْمًا

من القلب قريبة

لن أتخلّى عنكِ

و إن أَعرض عنكِ الجميع

لن أبيع

و إن تنافس العرب على التّطبيع

لن أَخنع

و إن بالغ الأعداء في التّجويع

لن أتراجع

و إن أثخن الخُصُوم في التّرويع

أعلم علم اليقين أنّكِ تنزفين

و في صمت حزين تتألّمين

و لكن رغم الوجع و الأنين

مازلتِ شامخةً كعادتكِ 

باسقةً في كبرياء تقفين

مثلَ نخلةٍ سامقةٍ تبتسمين

متحدّيةً جبروت المُعتَدين

بعزيمةِ المؤمنين الصّادقين

و بإرادة المرابطين المُوَحِّدين

تأكّدي حبيبتي فلسطين

أنّني لن أهدأَ و لن أستكين

لن أَترُككِ وَحدكِ للأمواج تُصارعين 

لن أركعَ و لن أرفعَ صوتي عاليًا

كالثّكالى بالبكاء و العَوِيل

سأَُسنِدكِ بحُبّ جارفٍ ليس له مثيل

و وَرَقاتٍ بيضاءَ و كُنّشٍ صغير

و قلمِ رصاصٍ طويل

يُطلق كلماتٍ عاصفة

كريحٍ صرصرٍ عاتية

وَ حروفًا قاصفة

كَرُعودٍ مُزمجرةٍ غاضبة

مسنودةً بمفرداتٍ ساحقة

و عباراتٍ ماحقة

كحجارةٍ من سجّيل

تُدمي و تُشفي الغليل

و كَزخّاتٍ من الرّصاص

منطلقةً للقِصاص

سيُدوّي صوتي عاليا 

ضدّ الطّغاة المعتدين

سأكون سندًا قويّا

لإخواني المُجاهدين

و نَصِيرًا صادقًا

لأشقّائي المُرابطين

في غزّة العزّ

ٍو في كلِّ شِبر

من أرض فلسطين

فابتسمي يا قُدسَنا و استبشري

و تفاءَلي بتحريرِ الأرض

و تحقيقِ النَّصرِ المُبين

كمال العرفاوي في 16 / 05 / 2021

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي