ليس في جعبة الكوردي غير الوجع...سعاد علي

ليس في جعبة الكوردي إلا الوجع 


في جعبتي لا يستوطنُ إلا الوجع

يا وجعَ الكوردي

ياوجعَ تاريخٍ لم ينصفني البتة

يا وجعَ وطنٍ سرقه الزمان في غفلة

يا وجعَ عشقٍ غَادَرَني ولم يُغادرْني لحظة

يا وجعَ أحبةٍ رحلوا ولم يرحلوا مني بُرهة

يا وجعَ الشوقِ عندما يُعاقبني

ووجعَ َالأملِ عندما يَخْذلني

يا وجعَ الموتِ المتكررِ

ووجعَ ظلم الزيتون

يا وجعَ الكوردي

يا وجعا بألف وجع

من سيرد هذا البغي؟

ياظالما ترقب

ماحل بالظالمين من قبل

لمن سأورّثُ هذا القهر؟

ولو قبلَ حينٍ

وأنا أدمي وأحترقُ 

أحترقُ بآلام أحلامِنا المؤجلةِ

وموتنا الوحيدِ

أحترقُ بآلامِ ملامحِ الغيابِ

ورعشاتِ العشقِ العميق 

كم أُحاولُ أن أهربَ منكَ ياوجعُ

أن أهربَ بعشقي وقلمي

أُُحاولُ أن أسرقَني منكَ

أن أرفعَ شفتاي من شطآنِ مستنقعاتِكَ

أُُحاولُ أن أُعلمَني عليكَ

أن أَرقصَ أن أُقاومَكَ

أن أَسدلَ جفنيَّ على دموعي

وأَطلقُ رصاصتي الأخيرة فيك

أن أَجتازَ مصير وطنٍ 

قالوا أنه محتومٌ بكَ

أن أقطعَ الأشواكَ

وظمأَ الترابِ

أن أقطعَ الظلامَ

أن أتلمسَ القمرَ

أتلمس النجومَ 

وهي تسقطُ بين ضلوعي

أحاولُ أن أقودَ روحي الموجوعة 

في كل لحظةٍ

إلى الينابيعِ

إلى الزهورِ البريةِ

إلى الندى عندما ينبثقُ من الورودِ

إلى غيومِ الحياةِ

وملامح الوجودِ

إلى سماءِ وطنٍ جميلٍ

تجمعني به والحرية

أُصلي في معابدهِ

أشربُ نخبهُ بجرأةٍ

أَطيرُ فيه كاليمامةِ 

أن أسمعَ هديلي .. 

أن أُحلقَ 

وأَجتاز متاهةَ تِلكَ الآلامِ

أن أَقبضَ على الوجعِ

وهو متلبسٌ بمصيرِ وطن

أحملهُ إلى جبانةِ العدمِ

في قبرِ الزمانِ

بلا مكانٍ أَدفنهُ 

أجعلهُ حريقاً فرماداً

ثم أسحقهُ

فالحريقُ يُضيءُ الطريق

والرمادُ يُمهّدُ الدربَ

وعندما أسحقهُ

يموتُ بلا أنين


سعاد علي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي