زمن اللازمان...محمد الادريسي

 زَمَنُ اللاَّزَمان...تاريخٌ بِلا أمان   

سَئِمْتُ المَشْيِ عَلى طَريقٍ غَيْرَ مُعَبَّد

سَئِمْتُ الصَّبْرَ عَلى صَبْرٍ غَيْرَ مُجَدَّد

تَعِبْتُ مِنْ هَاجِسٍ يُلاحِقُني غَيْرَ مُرَدَّد

تَعِبْتُ مِن نِفاقٍ يُدَغْدِغُني غَيْرَ مُحَدَّد


هَذا وَقْتُ اللاَّمَعْقولِ فِيه جَزوعٌ مُعَرْبِد

النَّخْوَةُ ماتَتْ على رَصيفِ دَمْعٍ مُتَرَدِّد

كَيْفَ المُناطَحَةُ عَنْ عَدْلٍ سَلَبَهُ مُسْتَبِد

الوِشايةُ أصْبَحَتْ حَقّاً مِنْ حُقوقِ مُرْتَد


في زَمَنٍ ضاعَ فيه عَقْلُ إنْسانٍ مُهْتَد

كَأنَّ الصِّدْقَ عَيْبٌ مِنْ ثِيابِه مُجَرَّد

لَمْ يَعُدْ المَرْءُ كما كان بِنَفْسهِ مُعْتَد

يَمُدُّ يُمْناه بِصِدْقٍ إلى غَيْرِهِ يَتَوَدَّد


العَيْبُ في البَرايا لَيْسَ في أيِّ عَهْد

الزّمانُ هُوَ الزَّمانُ كما كان مِن مَهْد

فَما الحياةُ إلاَّ مَسارٌ مُلْتَوٍ إلى لَحْد

تَموتُ النُّفوسُ قَبْلَ القُبورِ بِلا مَجْد

    

مَرَرْتُ بِأُناسٍ بِلا كَرامَة و لا مُعْتَقَد

يَلْبِسونَ قِناعاً رَئيسُهُم الحَقَّ يَجْحَد

وَفِيٌّ لِغَيْرِ الوَطَنِ خائِنٌ بالزُّورِ يَشْهَد

كاشِحٌ يَرتَجِفُ مِنْ صَوْلَةِ العِلْمِ يَرْتَعِد


تَحْتَ ظُلْمِ المُسْتَبِدِّين الزَّفِيرُ يَتَجَدَّد

تَحْتَ التَّعْذيبِ ظُلْمُ الطُّغاةِ يَتَجَسَّد

 سَرِقَةُ الثَّرْوَة بالسُّلْطَة الطَّاغِيَةُ يَتَفَرَّد 

دُخَّانُ الجَرِيمَةِ عَبْرَ السَّنَواتِ يَتَمَدَّد


و اِحضِنْ كُلَّ نَفْسٍ إلى بارِئِها تَصْعَد

يا نَدَى الفَجْرِ أنْتَ شاهَدْتَ فاشْهَد

كَيْفَ يُزَوَّرُ التّاريخُ و الحَقيقَةُ تُطْرَد

كَيْفَ بِأوامِر الرَّئيسِ الأجْسامُ تُجْلَد

 

إيّاك و الإغْفاءُ فالذِّئابُ لَكَ تَتَرَصَّد

لا تَنامُ تَنْتَظِرُ الفُرْصَة لِتَنْقَضَّ تَتَحَشَّد

تَتَصَّنَعُ الابْتِساماتِ و القُلوبُ تَحْتَقِد

عَزيمَةُ المُنافِقِ تَكْسُرُها وَطَنِيَّةٌ تَتَأَكَّدُ


فَإنَّ المَوْتَ تَبْحَثُ عَنْ قَبْرٍ كالمُعْتاد

لَسْتُ لِلْحُزْنِ عَاشِقاً و لاَ أُرِيدُهُ لِأحَد

إنَّ الواقِعَ مُؤْلِمٌ بأحْداثٍ مَرارَتُها الأشَدّ

الدُّنْيا بَيْنَ قَوْسَيِّ خَيْرٍ و شَرٍّ إلى الأبَد


وَلَقَتِ الدُّنْيا في سَيْرِها فأشابَتْ الوَلَد  

لَيْتَنا نوقِفُ هَذا الزَّمانَ عِنْدَ هَذا الحَدّ

فالحِمْلُ الثَّقيلُ قَدْ رَكَّعَ العِبادَ و البَلَد

لَكِنَّ الأحْلاَمَ لَنْ تَموتَ في ذِهْن الأسَد 

طنجة 19/05/2021

د. محمد الإدريسي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي