حوار في روضها...عبد الكريم الصوفي

 (  حِوار  ...  في  رَوضِها  )


 وَجَدتها حَزينَةً ووَجهها قد شابَهُ التَعَبُ 


يا لَلجَمالِ حينَما من شِدٌَةٍ يَشحَبُ 


دَنَوتُ مِنها  ...  أقولُ في خاطِري 


أسألُ ما بِها …  لَعَلٌَها  لا تَغضَبُ 


وَكُنتُ خِطوَةً …  من بَعدَ خِطوَةٍ لَها أقرَبُ


حَتَّى إذا واجَهتَها …  سألتَها  ...


هَل مَسَّكِ السوءُ  ?  أم سَنابِلُ الغُروب  في وجهكِ لِلَونِها تَسكُبُ ؟


قالَت  ... بَل فارِسي غادِرٌ   في غَدرِهِ ثَعلَبُ 


أجَبتَها  ...  لا تَحزَني…  مِن غَدرِهِ 


لا تَسألي ما بِهِ  ...  طالَما لِلذِئابِ يُنسَبُ 


قالَت  ...  لكِنَّني أحبَبتُهُ 


أجَبتها  ...  يا وَيحَهُ  …  كَيفَ يَنقَلِبُ ?


قالَت  ...  إنٌَهُ في طَبعِهِ مُذَبذَبُ 


يَأتي إلَيٌَ  باسِماً   ..  وفَجأةً  يُقَطٌِبُ 


قُلتُ  ...  ياوَيحَهُ  ذاك المزاج  كيفَ يَنقَلِبُ 


فَكَيفَ تَهوَينَهُ ? 


قالَت  ...  ولَم تَزَل من طَبعِهِ تَستَغرِبُ ؟


هَل تَرافقني  لِلبَيتِ …  نَبحَثُ أمرهُ وَنُسهِبُ ؟


أجَبتُها  ...   بَل أنا في الصُحبَة أرغَبُ 


في بَيتِها أصابَني العَجَبُ 


عَيشها مُرَفٌَهُُ  …  قَد زانَهُ النَسَبُ 


قُلتُ في خاطِري …  وذلكَ الأحمَقُ يَغضَبُ ?


حاوَرتَها  …  وأنا في الحِوارِ فارِسُُ لا يُغلَبُ


قالَت لَقَد  أقنَعتَني …  فالبعدُ عَنهُ أنسَبُ 


فَحِجَّتي لِعَقلِها أقرَبُ 


فأستَأنَسَت بِصحبَتي …  وأستَبشَرَت  وزالَ من جِسمها التَعَبُ 


تَوَرَّدَ وَجهَها …  ةلَم  نَزَل لِلقَهوَةِ نَشرَبُ 


قالَت  ...  أرَحتَني يا فَتَى…  قَد بَعدَما أُرهِقَ العَصَبُ 


وَقَفتُ مُعتَذِراً  أنوي الذَهاب


قالَت  ...  وأينَ أنتَ ذاهِبُ ?


أجَبتها  ...   لِلبَيت 


قالَت  ...   بَيتي أنسَبُ  …  


أم  أنٌَكَ مَلَلتَني  …  بِصُحبَتي لا تَرغَبُ ?


قُلتُ في خاطِري  ...  ما عادَ لي سَبَبُ 


يا وَيحَ نَفسي  بالحِوار  ...  حينَما تَغلُبُ


بقلمي


المحامي  عبد الكريم الصوفي


اللاذقية     .....     سورية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي